تعرفه وآحسن ؟


اختفى فجأة وماعد احد من اهله عرف له مكان وهو زمان كان مشهور يكتب في الصحف والمجلات المحلية مقالات ساخرة وقصائد غنائية وتطلع صورته وهو عامل يده على خده في 4 في 6 ابيض واسود وتحت الصورة دايما مكتوب بقلم / رمزي شائف الحكيمي . 
هذا بكله ضاع واختفى فجأة خلال هذه الحرب . 
تعرفه وآحسن قد ضاع قبل هذه المرة ، مرات من قبل ، لكنه لم يختفي كما هو عليه الان .
قرأت له وانا في الجامعة وعرفته في سوق الصميل سنة 2000 وانا في هاذيك الايام عادنا كنت ممثل مسرحي وماعنديش فكرة غير الكتابة والشغل للمسرح وكان يعجبني كلامه وتصاحبنا وكنت انا صاحب نكته وقلي مره اكتب هذا الذي تقوله مقالات اخرج لك من المسرح وانا احب المسرح اصلا لكن كلمته هاذيك طنت في راسي .
كنا نلتقي بشكل شبه يومي هاذيك الايام مع شلة اصحاب ، 
نخزن كل يوم سوى ، ودائما نتغدى عند الفتنامية " في سوق الصميل 
والفتنامية هذه كانت فاتنة رمزي اللي تسلفه لاخر الشهر او لما يستلم الانتاج الفكري . 
ايامها طبعا كان رمزي يكتب للجمهورية وللثورة ولمجلة بلقيس وموظف في الاعلام التربوي ويشتغل في صحيفة " تعز" ويأخذ ثيابه كل يوم الى المغسلة ويخرج الشارع ببدلة مكواية ولا واحد من عيال هائل سعيد .
وكان في هاذيك الفترة ينام في مقر المؤتمر اللي جنب فندق الجند داخل مقرص صحيفة تعز.
وبعد سنتين مكتب التربية قطع راتب رمزي بسبب غيابه وهو منتدب لصحيفة تعز وكان يشتكي انهم في صحيفة تعز يحاربوه نفسيا ويقولوا انه انفصالي وانه اشتراكي ومن هاذيك الخزعبلات اللي كانت من نتاج رهاب حرب صيف 1994 
الغريب ان هاضاك الكاتب الساخر اللي يضحك الناس ببساطة 
كان يعيش مكتئب وحزين ومكسور ومش طايق حياته ! 
وكان الامر بالنسبة لي صادم 
وكنت احزن لأجله 
وهاذيك الايام اخوكم اللي هو انا قد كان هو يكتب في الصحف ومشهور وبصحبة عدد من الزملاء عملنا حلمة صحفية وجهنا فيها اللوم والعتب والانتقاد والقلافد كلهن فوق راس محافظ تعز الوالد القاضي احمد عبدالله الحجري رعاه الله بكل خير ، استجاب للحمله ورجعوا راتب رمزي ، لكن مارجعوا له عقله ،
ماعد رجعوا راتبه الا وقد قرح له فيوز وايش اعمل ياربي ؟
اخذته الى مصحة الدكتور محمد عبدالرب المحمدي الذي تكرم برعايته 
رمزي جلس تسعة اشهر في المصحة طبعا تحت العناية والرقابة الدوائية خرج من بعدها كأنه كان راجع من تركيا 
وجالي هاضاك اليوم الى مكتب صحيفة يمن تايمز وكنت ايامها اشتغل مدير تحرير مجلة الاسرة والتنمية ووجهه ملان وقده ابيض وبانت شبته واحلو والمهم يخليك تخور تجنن لك سنة تفتهن ويرجع لك وجهك احسن ماتسير تغترب .
وقلي يومها : والله يافكري انا قانا بخير ولهذا خرجت من المصحة . 
قلت له الحمد لله 
لكن اللي حصل ان مزي خزن اسبوع 
اسبوع واحد وبس 
ورجع جحر الحمار الداخلي 
ورجعت له حالته النفسية ومارضيش يرجع المصحة النفسية وصعب ينام في مقر الصحيفة ولازم القى له مكان ينام فيه لأن مافيش معه احد في تعز واسرته القروية تعيش في الاحكوم او هكذا على ما اعتقد .
الشيخ نجيب الاشبط ابن صاحب سوق الاشبط بتعز كان صاحبي هاذيك الايام ، ومعاهم دكاكين للايجار تبرع بغرفة مجانية لرمزي اللي عاش فيها يجي حق سنتين ، تهانا خلالها في الحياة وهمومها واصبحنا نلتقي بين وقت واخر وكنت اعرف اين يجلس ظهيرة كل يوم فوق فوق تلك الدكة الاستراتيجية المرابطة على مدخل سوق الاشبط مباشرة ويستطيع من هناك ان يقتنص في كل يوم فريسة من بين حشود الناس الداخلين والخارجين ومايروح الا وقد تغدى ومعه حق السيجارة والقات والربع البلدي وخلوا الربع الخالي وباب المندب لكم .
كان رمزي يعيش على احلام واحتياجات يومية بسيطة ، وكان عمره هاذيك الايام قد وصل الرابعة والثلاثين تقريبا وعاده ماتزوجش ولايشتي نسوان 
وكل يوم لما يرقد يتحدف مخدته القطن السطلة ويتخيلها فاتنته الفتنامية اللي قال انها اول انسانة خلت ديونه المتراكمة في دفترها تناطح السحاب .
اخر مره شفته فيها كان قبل الحرب بشهرين ، رحت له الى تبته الاسمنتية الاستراتيجية على مدخل سوق الاشبط وكان رابط على راسه بخرقة من حق المؤتمر الشعبي فيها صورة الرئيس صالح ومصبط عرض صدره صورة احمد علي والوضع هاذيك الايام قده باديء ينتعث 
- وليش معلق صورة علي عبدالله صالح وابنه احمد والرئيس هو عبد ربه منصور ؟ سألته وقلي :
- قاهم اخرج لي من الكل ، من 2011 ماعد حصلنا حتى البلدي . 
وكان رمزي ايامها ساكن في فندق الحبيب على مدخل سوق الصميل وجت الحرب وتشردنا كلنا من احضان تعز الأم الرؤم ، ووصلتني قبل يومين رسالة على الخاص من اخيه الاصغر يقلي : ماعندكش فكرة فين رمزي ، ضايع وماعنناش له عنوان ولانعرف عنه اية شيء منذ اشهر .
اللي حافظ من قصائد رمزي ينشرها هنا لأنه شخصية جميلة وبديعة وحرام تضيع منا كل هذه الدرر .

من قصائد رمزي

عبده يصلح نصع
--------------- 
مهزلة واسمها واعيالي وطن
لا تقولوش لا 
لا تقولوش معْ
قولوا عبده افتجع من
طهاشة الزمن
كان يرقص برع 
أبترع وابترع
وبعدا لما افتصع
قلوا يصلح نصع
واشتروا له كفن
صاحبك وحسن
خنجره بيده له سنين 
يحمله
قالوا مابوش عزيق لجزع
شقتله
قالوا شنزل عدن
صاحب يا حسن 
تعرفه يا حسن.

(من قصائد المبدع رمزي شائف الحكيمي)

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص