خطبة إخوانية في ساحة الحرية

 حضرت صلاة الجمعة في ساحة الحرية بتعز كعادتي كل مرة أكون متواجدا في مدينة تعز ، توقعت أن تكون الخطبة حول تعز وما تعانيه من إنعدام للأمن ، وما تعانيه من بعض التفكك في إطار المقاومة الشعبية وربما الجيش الوطني ، وأن تكون في مجملها شاحذة للهمم وموحدة لصفوف أبنائها ، ولكنني فوجئت وربما الكثير من الحاضرين بخطاب إخواني تكفيري ، موجه بطريقة غير مباشرة للقوى السياسية المتواجدة في الساحة بتعز واليمن ، كالحزب الإشتراكي والتنظيم الناصري والبعث العربي ، الخطيب لم يذكر هذه الأحزاب السياسية بشكل مباشر ولكنه عمل على تظليل جموع الحاضرين والسامعين وعمل على مهاجمة العلمانية والليبرالية ، وإعتبر العلمانيين والليبراليين إمتداد للغرب الروماني ، وظل يتحدث عن التاريخ ويزيفه لصالح جماعة الإخوان المسلمين بدون ذكر إسم الجماعة ، فهو يعتبر أن جماعة الإخوان هي المعنية بالإسلام والدفاع عنه أمام هؤلاء العلمانيين والليبراليين وكذلك أمام الصفويين الشيعة المجوس الذين يسعون لإعادة إمبراطورية فارس ، يمزج بين النموذج الفارسي والنموذج الروماني ويسقطه على واقع الأحداث ، وهذا توظيف سيء للماضي وتزييف للواقع فيما يخص القوى السياسية والحزبية التي تتعارض مع طموحات جماعة الإخوان في السيطرة على الاوطان بشكل إنفرادي يتم من خلال هذا الامر إزاحة هذه القوى من العمل السياسي ، وهذا يوضح أن جماعة الإخوان في اليمن تقف مع قطر في أزمتها الحالية مع جيرانها وبالأخص الامارات والسعودية ، شيء مؤسف أن تستغل ساحة الحرية ومنبر الثورة ومكان يلتقي فيه جميع المختلفين في إطار الثورة والمقاومة لصالح جماعة الإخوان في تعز ، الاصلاح الحزب الذي تنضوي فيه جماعة الإخوان كان قد أصدر بيان ضد مثل هذه الحملات بفرعه بتعز ، الحملات ضد التحالف العربي وبالأخص الامارات ، وهذا يفسر بمعنيين ، الاول ان الاصلاح يناور بدبلوماسية و يترك المواجهة لمن في الميدان  ، وإما أنه يعاني من تعارض بينه وبين التيار الاخواني المتغلغل فيه ، المهم أن هذه الخطبة ذكرتني بما قبل حرب صيف 94م الظالمة ضد الجنوب  ..  وأسفت لهذا النهج المفكك لتعز ولقواها السياسية والحزبية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص