أسعدنا بحديثه وأبكانا بألمه على وطنه

يوم أمس كان معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاستاذ عبدالملك المخلافي رااااااائعاً وموفقاً في حديثه امام مجلس الأمن، أسعدنا بحديثه وأبكانا بألمه على وطنه. الكلمات أعلاه التي استقبلتها من أحد الأصدقاء المميزين من وزراء الحكومة الشرعية، الذين قبلوا هذه المهمة النضالية في أهم مرحلة تعيشها اليمن، بعد ان تآمر عليها الإماميون الجدد وبدعم عسكري وإعلامي وميداني من جيش علي عبدالله صالح، الذي خان ابسط القيم التي كان يتشدق بها إبان تربعه على عرش السلطة، ألا وهي قيم الثورة والجمهورية التي كانت لا تفارق لسانه وهو يخاطب الشعب في كل مناسبة.

كانت لتلك الأسطر ألأثر الرائع علي وانا ارى هذا التناغم بين أعضاء الحكومة رغم إختلاف إنتماءاتهم الحزبية، و التي عبر بها الأخ الوزير بصدق عن تقديرعضو في الحكومة الشرعية لزميل له تحمل الامانة التاريخية كوزير لخارجيتها، وصال وجال في كل مكان ايام وليال دون كلل او ملل ليوصل رسالة الشعب اليمني وبلسان حكومته الشرعية، بإدارة رئيس الحكومه الوحدوي الذي فاجأ الناس بنشاطه وطاقته الايجابية، وهوالدكتور احمد عبيد بن دغر والتي قرر اعضائها ان لا يتخلون عن الأمانة، ويخوضون مع الشعب غمار المواجهة سياسيا وعسكريا بقيادة الربان الرئيس عبده ربه منصور هادي الذي إختاره الشعب باكثر من 6 مليون صوت. كنت احدهم كخيار شعبي لإدارة الدولة في مرحلة انتقالية، تنتهي مهمته فيها حين يستفتى على الدستور وتعقد الانتخابات . بعد ان أنذرت بنجاح قواه الوطنية السياسية والاجتماعية مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وإعلان وثيقة مخرجاته للعالم كله الذي باركها و أيدها . حينها أجبته نعم، كلمته تابعناها جميعا، والوزير عبر بصدق عن مشاعرنا و احلامنا واستطاع ان يوصل قضيتنا الوطنية والانسانيه باسطر قليلة اختزلت ايمان الشرعية باليمن كله والمواطن في كل مكان والدوله الوطنيه العادلة والعمل الإنساني وهموم المواطن وآلامه.

قلت ذلك وانا مؤمن إن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأستاذ عبدالملك المخلافي اوصل الرسالة التي حملته إياها الشرعية، وكان خير رسول في هذه اللحظه التاريخية والمهمة التاريخيه ايضا، التي سيكون لها ما بعدها فقد خاطب العالم من اهم منبر ومطبخ عالمي تدار فيه كل ازمات العالم، فكان حكيما واضحا ذكيا لماحا نقل الحقيقة كما هي بدون تزييف او كذب، بل وسهل للمستمع الفهم لحقيقة ما يدور في اليمن وجعلهم جميعا في مواجهة انفسهم، وتاريخهم، الذي عانوا منه هم وأبائهم من تمييز عنصري وإقصاء وقتل ودمار اودى بحياة ملايين الضحايا في الحروب الطائفية و العرقية و العنصرية في أوروبا و اميركا و افريقيا وأسيا، ولازال حبر الكتب التي كتبت عنها لم يجف بعد. ودموع المعاناة مازالت محفورة في خدود من شهدوا تلك الحروب التي لم تكن الحرب العالمية الثانية أخرها، بل امتدت لما بعدها حين ناضلت الشعوب من اجل الاستقلال، و ضد التمييز العنصري، والعرقي، والسلالي، في اروربا واميركا وافريقيا .

بالاضافة الى الجروح النازفة حتى اللحظة التي تعاني امتنا من تبعاتها كل لحظة في فلسطين المحتلة والعراق وسوريا وليبيا واليمن، التي كانت المحطة التي وقف عندها وزيرنا المناضل اليمني، وهو يدرك ان هذا المنبر لم ينصف فلسطين حتى اللحظة، ولم يمنع الحرب على العراق ،ولم يوقف المؤامرات على الانسان في سوريا وليبيا واليمن . تابع اليمانيون في كل مكان الرسالة التي قرأها المخلافي والذي وجد كل شخص فيها ظالته التي كان يبحث عنها في مفرداتها وقضاياه في وضع اليمن النازف. تحدث عن السلام فمد يده اليه و لإيقاف الحرب قال: نعم. وعن المطار قال: نوافق. والميناء لن نكون ضده ، بل أكد وبكل شفافية ان اليمن لن تكون بيد أي اقلية تتحكم بالاغلبية ، أو بأيدي الاغلبية تستبد باقلية، بل نادى بوطن المساواة والعداله، والتوزيع العادل للثروة والسلطة، ونادى برفع الحصار عن تعز، وايقاف الحرب العبثية التي فرضت علينا ولم نختارها. تحدث المخلافي عن إنتهاكات الحوثيين وحليفهم صالح لحقوق ألانسان، و إعتقال الصحفيين ،والإخفاء القسري ،و أيقاف المرتبات، و مخاطر ثالوث الإمامة الذي عاد من جديد ليطل علينا في القرن الواحد والعشرين المتمثل بالفقر والجهل والمرض. ففقد الناس مصادر رزقهم وانقطعت رواتبهم بعد ان أفرغت خزينة الدولة من كل محتواها، بما فيها الاحتياطي العام لليمن والودائع أيضا، بل وصل بالعصابات الاجرامية ان تسرق الصناديق التأمينية الاجتماعية والمعاشات، وتتخلى عن دعم المستشفيات والمراكز الصحية وبنوك الدم والمدارس والجامعات، وبما يسرقون يبنون القصور ويفسدون في الارض فانتشرت القمامات في شوارع المناطق التي يديرونها، وكذا التي يحاصرونها، فكانت الكوليرا التي أصابت الالاف من المواطنيين الذين يفتقدون الى ابسط مقومات الرعاية الصحية والصرف الصحي والحماية من الاوبئة ، فقضى بهذا المرض المئات منهم بعد ان تدخلت وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الشرعية، واللجنة العليا للإغاثة، وإستعانت بالداعميين الاقليميين المتمثلة بمركز الملك سلمان لللاعمال الانسانية، والهلال الاحمر الاماراتي و الكويتي ، بالاضافة الى المنظمات الدولية التي حصلت على الدعم الكافي من المانحيين الاقليميين والدوليين، وتحركت بسرعة ومازالت لتحمي الوطن من هذا الوباء الخطير الذي أجتاح البيوت و مناطق النزوح، بعد ان تم محاصرة حمى الضنك في السنوات الاولى من الحرب في مناطق الصراع المختلفة.

بإختصار فالرسالة التي ارسلت للعالم امس لاقت إجماع حولها من الجميع، بغض النظر عن الانتماء الحزبي او السياسي، لحامله فقد كانت رسالة الوطن كله للعالم ليلتفت الى هذا الوطن الذي عبثت به قوى العنصرية السلالية المسلحة، الآتية من بلاد فارس بحق إلهي عنصري زائف ، غير عادل غير أخلاقي، و غير مقبول في وطن لم يقبل يوما التمييز ولم يمارسه .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص