جماهير بلا جمهورية


منذ أن بدأ حكم اﻷئمة في اليمن والذي أستمر أكثر من ألف عام،  حكم خلالها  اﻷئمة الشعب اليمني العظيم بالسيف والنار تارة وبالخرافة تارة اخرى قتلوا الاف اليمنيين ومن لم يمت بالسيف مات بالوباء والامراض نتيجة التخلف الذي عملت الإمامة على تكريسه وعملت الامامة طوال سنوات حكمها على  طمس الهوية التاريخية للشعب اليمني واحراق  مئات الكتب من مختلف المذاهب الدينية والفكرية التي كانت قبل المذهب الهادوي واسست للتسامح . 
وما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وبعد فشل ثورة 48 واستمر الشعب في التمني بموت اﻹمام اﻷب ظانين أن حكم الابن سيأتي أخف وأهون وأستمر النهب والسلب وقطع الرقاب وذاق الشعب كل الويلات حتى أتت ثورة 26 سبتمبر المجيدة لتعلن قيام الجمهورية العربية اليمنية والتي تنفس الشعب فيها ﻷول مره وعرف الفرق بين الجمهورية والحكم اﻹمامي .
حرم أبناء الشعب اليمني في ظل حكم الأئمة لسنوات من أبسط حقوقه حتى بإختيار تسمية اولادهم فمنع اسم عمر  وعثمان وأبي بكر واستبدلت الاسماء إيجاب  بعلي والحسن والحسين  ... لذا منذ أن قامت الجمهورية حافظ كل أبناء الشعب اليمني على كل طريق يؤدي إلى حفظها وردم أي شقاق سيحول بينهم وبين الجمهورية ..
أستغل المخلوع علي صالح هذا اﻷمر فاتسمت كل خطاباته إبان حكمه بالتهديد المبطن الذي يزعم بأن حكمه أفضل من اﻹمامة فحكم الشعب 33 عاما بالخطابات الرنانة التي تستجلب تعاطفهم او الخوف من فقدان هذه الجمهورية التي ربطها بحكمه - كأنها لم تبدأ منذ عام 62 - وظل يردد عل لسانه عودة حكم الامامة وكأن الجمهورية قد ارتبطت به لا سواه واسرته من بعده .
لذا نرى أن علي صالح لعب جيدا بورقة الحكم اﻹمامي المتمثلة بجماعو الحوثي  ليعلق عليها كل الجرائم التي تم ارتكابها  منذ إنقلابهم على السلطة الشرعية إلى اليوم، ليستجلب عواطف الشعب بخطابه الهزلي الذي سبق التحضير له بحوادث محاصرة جماعة الحوثي له ..
مشى علي صالح اليوم في ميدان السبعين ليقدم الولاء  لﻷئمة الجدد الذي لطالما حذر منهم  ليبدو كالعكفي الصغير الذي كان أجداده يذهبون لكبرى القبائل مثل همدان وغيرها من قبائل الشمال حينما يواجهون الخطر.
أحتشد اليوم جمع من انصاره  بعد عدة رسائل وخطابات من هذا العكفي الصغير لرؤساء القبائل ولبقية الشعب الذي ذاق الويلات من حكم مليشيات الحوثي، متأملين بأن علي صالح - كما أوهمهم - سيكون هو المنقذ لهذا الشعب من بطش المليشيا وأنه سيستعيد الجمهورية التي تاهت في ادراج مليشيا الحوثي .
لوحت اﻻيادي وصفقت كثيرا وشربت المياه  الباردة واستمعت لخطاب يمكن وصفه بالسامج ثم غادرت الجماهير الميدان بلا جمهورية وبلا دولة وربما يكون هذا هو الحشد اﻻخير لصالح .

* سكرتيرة موقع المستقبل اونلاين 

 
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص