ع ي د

أعيادنا صارت كمآتمنا نمارسها فقط بحكم العادة على شفاهنا نلصق الكلمات التقليدية، وكل واحد منا يحاول إقناع نفسه بأنه في عيد.. العيد كلمة فقدت معناها الحقيقي بواقعنا المفجع الذي صحونا عليه بعد اغتيال الوطن، وأنظمت إلى قافلة عادات نمارسها بآلية دقات الساعة!!

العيد: كلمة تحمل معنى الإجماع  على الفرح بشيء ما ال "ف . ر .ح" هذه الكلمة باتت مفقودة من قاموس حياتنا، فنحن جيل ممزق على الصعيد الشخصي، وعلى الصعيد السياسي والاجتماعي، جيل تتنازعه شتى الاتجاهات والحقائق والأكاذيب، جيل حائر بين عشرات القضايا، عبثاً يحاول التوفيق بين منطق الاحداث والواقع المؤلم الذي يعيشه.. جيل ضائع، مشتت، ترهقه الازدواجية، فقد يقينه ومازال يتعثر بشكوكه.. جيل مزقته الحرب وزادت من مرارة صراعه!.

نحن جيل اللاجئين الجيل المشتت ذو الأهداف المبعثرة، جسورنا مع الماضي برعونة نقطعها بأكملها.. وجسورنا مع المستقبل نكافح لنمدها، شيء واحد نجمع عليه دائماً هو "أن  لا تجتمع كلمتنا" !!.

العيد: كلمة تحمل معنى الفرح، والسعادة والطمأنينة وأحداثنا السياسية التي تدور تعكس معنى ذلك، صار العيد المناسبة التي نشعر فيها أننا "جيل بلا أعياد"!.

فدعونا إذن نلغي احتفالاتنا جميعاً دعونا نحتفل بإلغاء العيد، فالاعتراف بالواقع خطوة كبيرة في درب البناء، واكتشاف المرض جزء أساسي من العلاج، دعونا نصنع لأنفسنا أعياداً جديدة ، أو نبعث أعياداً بمعناها الحقيقي، نريد عيداً ينبع من ضياعنا، من قلقنا، من واقعنا، بعد أن نعري الجرح ونداوية بدلاً من أن نصر على إخفاءه  تحت "زينة العيد "!!.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص