الاغتيالات والخطاب المصاحب
عند تتبع الاغتيالات الأخيرة والخطاب الإعلامي المصاحب لها أضع ألف علامة استفهام على الأصوات التي ترغب في كسب معركة مع خصم خارجي أو داخلي على حساب الحقيقة وحياة ضحايا الاغتيالات. الطبيعي أن نطالب بتحقيقات شفافة وكشف نتائجها للرأي العام ، وأن نطالب بجهود أمنية جادة لوقف نزف الدم في تعز الناجم عن سلسلة الاغتيالات الغادرة والتي لم تتوقف منذ سنوات ، وأن نطالب المجتمع بتوحيد جهود رفض هذه العمليات القذرة بحق الإنسانية في تعز وفي أي مكان آخر فالقتل خارج القانون فعل يجب إدانته على الدوام ، لكن .. أن نجد أصواتاً شاذة تحاول الاصطياد في الماء العكر بمنطقين مختلفين وجدتهما في بعض المنشورات والتغريدات ، منطق الزيف الأول يتمثل بالادعاء بأن الاغتيالات تحدث نتيجة التحريض على الجيش الوطني ، وهو هنا يستعير عبارة (التحريض ضد الجيش الوطني) ويقصد بها الكتابات والانتقادات التي تطال بعض القيادات العسكرية الفاسدة على خلفية ممارسات الفساد والأخطاء التي ترتكبها يعني باختصار أن هذا الصوت يدافع عن قيادته العسكرية باختزال الجيش الوطني في شخوصهم على حساب الحقيقة ودماء الأبرياء وكحجة لاحقة لتحميل الناقدين مسئولية جرائم قائمة أصلاً لعجز الجهات الأمنية والعسكرية عن القيام بمهامها ، ومنطق الزيف الثاني يحاول الربط بين حوادث اغتيال الخطباء في عدن بحادثة أمس في تعز فقط للإيحاء بمسئولية الإمارات عن الحادثة ، وهذا تدليس للحقيقة .  فالاغتيالات في تعز تسير بوتيرة منتظمة منذ سنوات عديدة ومن قبل الحرب أيضاً ، ولا أجد محاولة اغتيال الصديق/ عمر دوكم سوى حلقة في سلسلة ممتدة من الاغتيالات القذرة التي طالت عسكريين ورجال أمن ومدنيين وحتى أجانب في تعز ، وهذا التوظيف السياسي للحوادث الأمنية يدل على عدم اهتمام أصحابه بالحقيقة كثيراً فما يهمهم أكثر هو توظيف الحقيقة وتجييرها في معركة فاشلة لا نجني منها سوى المكايدات والتستر على حقيقة القتلة ومن يقف وراءهم.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص