نقد محب لا نقد حقد...المنقذ للإصلاح من الضياع .... !!!
قد يكون من حق إخواننا الإصلاحيين في اليمن على نحو خاص والإخوان المسلمين بأي مكان في العالم الخوف من إستهداف كل من الإمارات والسعودية وغيرهما من الدول لهم..! قد يكون من حقهم المقاومة بمختلف السبل الكفيلة بمنع اية مخاطر للحد من نفوذهم أو قوة وجودهم. لكن ليس من حقهم أن ينتظروا من بقية القوى السياسية الأخرى الوقوف في معاركهم ضد تلك الدول لسبب بسيط هو أن تلك القوى لطالما عانت من الأنظمة العربية وفي مقدمتها السعودية على مدى النصف قرن المنصرم وكان التيار السري للإخوان المسلمين باليمن حينها الذي صارت قياداته لاحقا هي قيادات حزب الإصلاح كانت من أكبر أصدقاء تلك الأنظمة، وبنت امبراطورياتها المالية الضخمة من أموال الدعم الخليجي الرسمي والاجتماعي عبر دعم المشائخ وكبار موظفي الدولة الى حد اختراق كل من المجال العسكري والأمني والاستخباري اختراقا وصل لرهن سيادة البلد عبرهم وعبر حليفهم عفاش حتى صيروا اليمن مقلبا لكل النفايات السعودية. كم كتاب ومناضلين وطنيين شرفاء قتلوا في فترة تحالف عفاش والاسلامين ؟ كم وكم حذر المفكرين والمناضلين من تلك العمالة والاسترزاق... دونما يجدوا غير الاغتيالات السياسية والاخفاءات القسرية ومنهم من جن وفقد عقله.؟ الشعب اليمني ليس مسؤلا اليوم عن تصفية الحسابات بين تلك الأنظمة والاصلاحيين في اليمن. لأن الشعب اليمني ليس كله إصلاح.... حتى يطالب بأن يخوض معارك مع تلك الأنظمة. ناهيك عن أن الشعب اليمني لم يتحرر بعد من ميليشيات الردة الشيعية الحوثية الخارجة من كهوف التاريخ بقيادة سيد كلاب مران التي لا زال اي شعبنا يخوض ضدها معركة مصيرية. وليس من حق اخواننا الاصلاحيين الاستحواذ على جيش نطمح أن يبنى بعقيدة عسكرية وطنية يمنية صرفة لا عقيدة حزبية خاصة ستكون من نتائجها استمرار تدوير الحروب والصراعات للأجيال اللاحقة. ليس من حقهم الاسنحواذ على الجيش لخوض معارك مستقبلية ضد شعبنا بل وضد جيراننا. اليوم المعركة لا تزال قائمة مع قوى الردة الحوثية ولم ننتضر عليها بعد والاصلاحيون ينظمون مسيرات خرجت تهتف وترفع في بعض شعاراتها الرفض لمن جاء يدعمنا لتحرير بلدنا من مليشيات الردة ويهاجمون السعودية والامارات. نحن لانزال محتلين من العدو الداخلي وهم يعلنون ويهتفون بشعارات الرفض والاساءة لمن جاء يدعمنا لتحرير وطنا. عندما كنا ننادي ضد تدخلات تلك الدول في بلدنا كانوا يقتلوننا، ويخفونا ويكفروننا وووووووووالخ، واليوم لما تغيرت المعادلة السياسية تبعا لمنطق التغيرات والمتغيرات والمصالح الوطنية والقومية فقبلنا بالتعايش والتجاور والاعتماد على جيراننا في معركة الوطن المصيرية صاروا هم من يستعدي الجار ويتهمه بالتدخل وووووووو الخ. يا اصلاحيين اذا كنتم تستعدون الحيران وانتم لم تتحرروا بعد من ميليشيات الردة الحوثية فكيف تريدونهم يطمئنوا لكم اذا ما تحرر الوطن وصار الجيش اليمني جيشا اصلاحيا ولاؤه لقطر وتركيا مقدما على ولاؤه للوطن؟ لا نريد جيشا ولاؤه ﻷي بلد بالوجود غير الولاء لليمن. *** كان يمكن أن تقف كل القوى السياسية إلى جانب الإصلاح لكن الأخير لم يحترم شركاءه بالحياة السياسية لا احترم حقوق المساواة في الوظيفة ولا ب التجنيد ولا بالتعينات وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل ذهب الإصلاح إلى انتاج مطابخ إعلامية هدفها التشويه والإساءة للوطنيين شركاءهم في الصف والمعركة المصيرية وصلت إلى حد التخوين ووصف من يختلف عنهم تارة بالنخاسة وببيع الوطن والشعب والاسترزاق... وقلبوا الحقائق رأساً على عقب. سيكون صعبا أن تدعم القوى السياسية حزبا يرفض التعايش مع غيره ويوزع صكوك الوطنية لأعضاءه ومناصريه فقط. الإصلاح اليوم يكتوي من نفس النار التي جرعها لغيره حينما كان حليفا طيلة حكم عفاش وحين كانت الرياض والعواصم الخليجية ومتاجرها وأموالها المعين الذي لا ينضب لتقوية وجوده ونمو قاعدته الجماهيرية. *** لنترك الماضي .... فقط نذكرهم بذلك حتى لا تستمر متواليات القفز على الحقائق دونما تقدير لمغبة نتائجها الكارثية تلقي بظلالها الوخيم على حياة هذا البلد المنكوب. لنترك الماضي .... إذن.... ولنأخذ معطيات الواقع الراهن باعتباره الاقرب لنا والمشاهد. *** إننا كلما حاولنا الاقتراب من اخواننا الإصلاحيين بغية خلق قنوات تواصل تجنب الإصلاح المآزق التي تتربص به كلما تفاجئنا بأعضاء منهم عبر المطابخ الإعلامية المنظمة تارة وتارات عبر أفراد منهم يشنون معارك تجاوزت حدود الأخلاق والاختلاف المطلوب إلى درجة تجدهم كثيرا ما يدخلوا يسبوا ويشتموا على مواضيع لا تمت بصلة إلى ما يطرحونه و قد يتفاجأ كاتب شريف وطني عانى من ظلم حكم عفاش ونأضل بصدق وإخلاص ولم يدخل معدته يوما ريالا واحدا بالحرام قد يتفاجئ بأنه مسترزق وعميل وخائن بائع للوطن والشعب..... ويقولوا فيه مالم يقله مالك في الخمر. الاصلاحيون لم يكونوا أذكياء في التعاطي مع دول التحالف العربي. يكفي أن نعود إلى ما كانوا يكتبونه عند بداية عاصفة الحزم وكيف كانوا يشكرون سلمان ووووووووالخ وكيف انقلبوا اليوم. نحن لسنا ملزمين أمام هذه التناقضات. الاصلاحيون لا يزال في مقدورهم تجاوز المحن التي ممكن تطالهم مستقبلا.... لكن المؤشرات الأولية لخطابهم الإعلامي وخطابات اعضاءهم تتجه ناحية المزيد من تأزيم العلاقات البينية بينهم وشركائهم السياسيين من ناحية ومن ناحية أخرى مع دول التحالف العربي التي باتوا يصفونها بالمحتل وبمشاريع الكفر والعهر السياسي وهم أول من استنجد بها عند بداية هذه الحرب مع الرئيس هادي الذي صاروا يصفونه بالدنبوع وعشرات صفات الاستحقار والسخرية. ازدواجية المكاييل والمعايير لدى الإصلاحيين... أتعبت حزبهم وصدرت حالات التلبك والارتباك في جل تصرفاتهم إلى المشهد الوطني برمته ما أدى إلى تعقيد العلاقات المختلفة مع سلطات الظل الباقية للشرعية من ناحية ومع دول التحالف العربي من ناحية أخرى. لا شك أن لدى الإصلاح قيادة ذكية قادرة على إنتاج حلول تجنب الحزب المحن التي قد تقرر مصيرها.... لكن هذه القيادات مطلوب منها أن تتحرر من هيمنة مطابخها الإعلامية، وان تعيد صياغة الخطاب السياسي المطمئن لشركاءها في الشراكة الوطنية النائية عن ثقافة الإلغاء والإقصاء والاستحواذ على الوظائف العسكرية والمدنية. وقبل ذلك مطلوب منها أن تتنازل وتكف عن ممارسة الهيمنة والسيطرة على كافة الوظائف المختلفة بالدولة تنازلا عمليا لبقية الشركاء السياسيين. مثل هكذا تنازل سيبعث الاطمئنان لدى القوى السياسية من ناحية وسيعطي انطباعاً لدول التحالف العربى من أن الإصلاح حزباً سياسيا لا يخشى منه وليس له ميليشيات مسلحة. متى أقدم الإصلاح على مثل هكذا إنجازاً عمليا وأتبعها بخطاب إعلامي متحرر من خطاب المطابخ التي تشبه إلى حد كبير مطابخ النظام العفاشي الساقط والتي قادت عفاش ومافيته إلى تلك النهاية الطبيعية التي انتهى بها كنظام والتي أن لم ينتبه الإصلاح لها ستفضي به إلى ذاتها النتيجة بل ربما على نحو أكثر مأساوية والأسوأ انها ستلقى ب تبعات أكثر مأساوية ستجتاح كل ما تبقى على هذه الأرض من مظاهر الحياة الممكنة. دون إقدام الإصلاحيين على ما أشرت إليه لا أعتقد أن أيا من القوى السياسية يمكن أن تسجل موقفا إلى جانبهم ويسندهم في ممارسة الاستعداء لدول التحالف العربى لأن مثل ذلك الاستعداء سيكون ذريعة لمصادرة الحياة الديمقراطية باليمن كذا عقد من الزمن وفقا لطبيعة الواقع الذي أنتجته الحرب من ناحية وتبعا لمقتضيات بناء دولة انتهت تماما بسبب الصراعات الحزبية والمذاهبية والاجتماعية. *** لم أكن أنوي كتابة اية سطر عن حزب الإصلاح الذي أتمنى له أن يتجاوز التناقضات الكبيرة في بنيانه الفكري الناتجة عن طبيعة تكوينه المعقد بتعقيدات طبيعة كل مكون من مكوناته التي تكون هياكله المقدسة في بنيويتها الذاتية. مكون الجنرالات التي يقف في رأسها على محسن الاحمر. مكون القبائل التي تقف مشائخ القبائل في رأسها بقيادة أل الشيخ الاحمر. مكون الإستخبارات الأمنية التي يقف اليدومي على رأسها. مكون المؤسسة الدينية الأفغانية التي يقف الشيخ الزنداني في قمتها. مكون الإخوان المسلمين الذين يقف ياسين عبد العزيز القباطي في رأسها. مكون التجار التي يقف عبد الوهاب الانسي على راسها. مكون التيار المتجدد التي يقف محمد قحطان وجيل المتحدثين من توكل وألقت الدبعي وشوقي القاضي.... وكل هذه المكونات متداخلة مع بعضها البعض في مصالح عسكرية وتجارية ودعوية ووظيفية ولها منابر إعلامية تابعة لها غير المنبر الإعلامي الرسمي للحزب. اتذكر صحيفة الأهالي حين كانت تنشر مقالات وتقارير سياسية وتتبني مواقف احيانا مواقف استعدائية لأطراف سياسية كان الرد أن الصحيفة لا تعبر عن حزب الإصلاح وإنما عن الذين يشرفون عليها. وكان الذين يشرفون عليها اصلاحيين بل صار رئيس تحريرها علي الجرادي لاحقا رئسيا للدائرة الإعلامية بالاصلاح. لهذا لكل مكون من تلك المكونات مطابخ لمنابر إعلامية خاصة يتم توجيهها ليس وفقا لمواقف الحزب الرسمية وإنما وفقا لمصالح أطراف كل مكون من تلك المكونات. الأمر الذي جعل ما ينشر ينتقل كالنار في الهشيم لدى قواعد الحزب وبالتالي خلقت كل هذه التناقضات في الوعي السياسي لدى القاعدة العريضة للحزب ما أدى إلى عدم قدرة القيادات العليا على اتخاذ مواقف سياسية مدروسة تصب في مجملها في مصلحة الحزب ومصيره السياسي. نعم لم أكن أنوي الكتابة عن هذا الأمر تحت أي مبرر بيد أنه لما وجدت تلك الاتهامات لي بالنخاسة والعمالة التي لا أعرف كيف تكون ومع من مثلما يعرفونها هم كتقليد كان متبع لدى بعض تلك المكونات الإصلاحية التي اشرت إليها سابقا هو ما جعلني أكتب هذه المقالة التي طبعا سيرفضها الكثير منهم... بل وسيتمادى البعض منهم ليس بعيدا إلى اعتباري العدو الأول للوطن والشعب والدين و وبالمنافق والحاقد والمريض والمأزوم......الخ. أكتب هذه المقالة عسى أن يدركوا المدخل الرئيس لتجاوز التحديات التي تهدد مصير حزبهم. أكرر تهدد مصير حزبهم وأن لا يغتروا بالكثرة فلم تغني من كان أشرف خلق الله يوم حنين ، والا يغتروا بأنهم جنود الله في الأرض وان الله كتب لهم الغلبة على الاعداء..... كل تلك الاعتبارات لم تعد حكرا عليهم كوننا جميعا مسلمين ومؤمنين. الإصلاح صار حزبا سياسيا وعليه أن يتعامل مع كل معطيات الواقع اليوم من كونه حزبا سياسيا صرفا لا حزبا دينيا فقط. دعونا من ترديد البعض قائلا: صدقت وأنت الكذوب وتذكروا قوله تعالى"" قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالاً؟ ... الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"". على الاصلاحيين ان يتمعنوا في مضمون الاية الكريمة فهي تنطبق عليهم كثيرا و ألا يقامروا ويكابروا إذا ما كانوا يرغبون في انقاذ حزبهم من الضياع.. يعلم الله ان هذا المقال الذي قد يبدو قاسيا عند كثيرين من الاصلاحيين انه صدر من نقد محب لا نقد حقد ... نقد يهمه أن ينضج ويرتقي حزب كبير كالاصلاح الى مستوى تقدير أبعاد وقواعد اللعب السياسية في عالم معقد جدا ، وعصر لن يستطيع أن يتواجد فيه من لا يعرف شروط العيش فيه تبعا لمعايير وشروط الحضارة الانسانية اليوم .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص