وَطَنَيِ.. سَلاَم الإلهِ ورحمتهِ عليكَ..
مضى وقتٌ طويل منذ أخرِ مرةٍ كتبتُ لكَ فيها، منذ أن بكيت عليك، وإشتقت إليك. . أُعذرني فقد أصابنيِ جفافٌ وطنيِ هذه الفترة.. أخبرني الآن.. كيف حال ماتبق منك! كم صاروخاً اليوم إخترق سماءك! كم قذيقةً شوهت أرجاءك! وكم لغماً فجر أراضيك! وكم رصاصةً إحتكت بنسماتك! ومن إنتقل إلى مثواه الأخير! ما أخر الإنتهاكات التي تحدث عليك! ومن يرقدون الآن في جوفك أتعرفهم! لا بأس إن كنت لاتعرفهم، تستطيع أن تتعرف عليهم من الآن إلى أن تقوم الساعة.. دعنا من كل هذا الآن.. لقد سمعتُ بأن السماء تمطركَ بمطرها اللذيذ منذ بضعةِ أيام.. أهذا صحيح! أم مجرد أضغاث أحلام يحلم بها الفقراء والبائسيين.. عموماً لقد أسعدني الخبر، ويؤسفني أنها كفترة نقاهة لك لتعود بعدها كما كنت هدفاً مفضلاً لصواريخ الحروب.. سيسعد الكثير بهذه الأمطار أليس كذلك! ولكن كيف سيكون حال من يسكنون الشوارع، ويلبسون العراء!! كتبت لك اليوم لأني أشعر بالسوء.. ألا تريد أن تسألني عن حالي! ومالذي أصابني! حتى يتسنى لي أخبارك بأن لا حال لي بهكذا واقع.. لأخبرك بأن أيامي تمضي هكذا إلى حيث لا أدري.. وأن جبلاًمن الهموم يجثو فوق قلبي.. حتى أشتكي لك ممن يسرقون ضوء الأمل من عيناي، ويغرقونهما بالدموع.. حتى أشاركك طعناتِ الخذلان والبؤس التي تلتهمك بلا هوادة.. لأقول لك بأن الغد الذي أفنيتُ فيه عمري القليل وأنا أحلم واخطط له؛حتى تفخر فيه بي وبإنجازاتي.. ربما لن يكون سوى سراب من الأوهام. . لماذا! لأني أفقتُ فيه لأجدني بلا وطنٍ يحتضنني وأحلامي.. لأصبح يتيمة وطن إختارته الحروب جحيماً لها بدل أن يكون لي ملجأً ومحراباً أبدياً لكل ما أريده.. أفقت لأراه ضبابي المعالم، عديم الملامح.. أألومك أنت! _ على كل الفيضانات التي تغرق روحي حزناً وموتاً _أم ألوم فلذات ترابك؟! أألوم واقعي!! الذي جعلني أنثي حالمة تنتمي إلى وطن قدره أن لا حدود لدماره.. وإلى مجتمع لا حدود لجهله.. لكوني أنثي _كما يقولون _ مقيدة لا تستطيع فعل أي شيء بسبب العادات والتقاليد التي أبغضها حد الموت، التي ستصيبني بالجلطة يوماً ما.. لا وطن ولا مجتمع ولا واقع يقف ولو لمرة واحدة معي.. أشعر بأن كل ماحلمت به سيتبخر رغم أني لست ممن ييأسون.. لكن هذا مايصفعني به واقعي كل يوم.. وقد ضقت به ذرعاً.. أتعلم!! أخاف كثيراً من أن يكون مصيري ذلك المصير الذي ينتهي بزوجٍ يدمن القات وأطفال كعدد شعر رأسي يزعجونني. . آه ياللهي.. لا أرجوك، ليس هكذا أهكذا قدر لنا أن لا حياة ولا أحلام مادمت أنت وطناً لنا.. ماذا أفعل! سأصاب بالجنون إن لم أحقق كل ماأطمح إليه. . حتى أن فكرة الإنتحار تراودني كثيراً. . أخبرني يا وطني كيف السبيل إلى وصالها دلني! 19.4.2018 #Marwa_Hamood
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص