رسالة إلى صديقتي: الحرب تعبث باليمن
تبدو الصورة قاتمة وأنت تتحدث لغير اليمني عن وضع بلادك، نعم بلادك اليمن، التي تعبث فيها الحرب منذ ثلاث سنوات.. تحاول أن تسترسل له الواقع الذي تعيشه من حرب واقتتال يذهب ضحيتها خيرة الشباب وأزهار الطفولة. صديقة مغربية تعيش في دولة أوربية، منذ عامين تعرفت عليها عبر الاسكايب، نتحدث ما يقارب الساعة والنصف يوميا، زمن الساعة ذاك، يمضي بالسؤال والجواب عن أحوال اليمن، وكيف تسير الأحداث، هل تصدقون أنها تبكي وأنا أحكي لها، ما يحدث في بلدي..؟ نعم.. تبكي، وهي ترثي واقعنا بعد أن جفت دموعنا.. بالأمس حدثتها- وهذا ما داعني لأكتب هذه السطور- عن رجل أربعيني، يقطن محافظة عدن، يعول أم وأربعة أبناء ولا يملكون في منزلهم أي شيء يؤكل، ولديه عزة فيتعفف عن الناس الذين في منطقته، وما علمنا به، هو أن أحد جيرانه تفقده ليلة أمس وتشجع بأن يقرع باب منزله، ويسأل عنه، فوجده وأبنائه من يومين دون أكل.. أتدري يا صديقتي الجميلة، بأن هذه الاسرة هي من بين آلف الأسر في اليمن، والتي لم تجد ما تسد به جوعها، ما أوحش أن ترى جارك ليس لديه أي قوت يسد به جوعه، والسبب في ذلك الحرب، نعم الحرب اللعينة، ثم تعففه، رغم مرور جمعية خيرية في ليلة رمضان للحي، وتوزيع مواد غذائية، يقول أخي: أن جارنا هذا كان متواجدا لكن لم يشعر القائمين على الجمعية بأنه محتاج أو أنه لا يملك أي شيء في منزله. الحرب يا عزيزتي تتفاقم، وتتعاظم معها حاجات ومعاناة الناس، ولا أحد يأبه لهذه البلاد، ولم تلقى أصواتنا ومناشدتنا أي اصغاء.. يا صديقتي الغالية، الدم في كل الأرجاء، ومن لم يقتل بالرصاص او القصف يموت جوعا، وتعبث به الأوبة المنتشرة في جنوب وشمال هذه البلاد.. غاليتي: ها أنا أكتب لك هذه الرسالة ودموعي تنهمر، وكل رجاء أن نستيقظ الصباح وقد تركت الحرب أوزارها، وعاد المتحاربون إلى منازلهم، وأشرقت الشمس على كل شخص عانى ويلات الحرب، وأن تعود ضحكاتنا ونبتسم أكثر فأكثر..   صديقتي الجميلة: أعرف بأنك تشاركينا أوجاعنا وتشاركيني الأن دموعك، فهذه الحرب، تفاجأنا كل يوم بحدث أقبح من ذي قبل، أرجوا يا صديقتي أن تشاركينا بدعوة الأطراف المتصارعة والمجتمع الدولي إلى إيقاف الحرب وإحلال السلام، ببوست لك في الفيس أو تويتر، فواقعنا لا يحتمل.. ترد صديقتي وهي تبكي، جميعنا قصرنا بحق اليمن واليمنين، جميعنا خذلناكم أنتم اليمنين..
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص