تركة الرجل العجوز مجددا ( سيكس بيكو جديدة )

ان القارئ للتاريخ بتمعن يلاحظ ان المنطقة تمر بمرحلة مخاض جديد يشبه مرحلة انتهاء الحرب العالمية الاولى وتوقيع اتفاقية سيكس بيكو التي تم على اثرها تقاسم تركة الرجل المريض المعروف آنذاك بالدولة العثمانية والتي كانت حينها البلاد العربية جزء من تلك التركة لذا عملت الاتفاقية على تحجيم الدور التركي وتقزيمها وتقسيم البلاد العربية فيما بينها كمناطق نفوذ والتي نتج عنها تشكيل الحدود الحالية للدول العربية وبعد ان استقلت الدول العربية استطاع البعض منها قطع اشواط طويلة في طريق البناء والتنمية حتى صارت دول قوية في المنطقة مما جعلها تستقل بقرارها الداخلي والخارجي صارت بعض هذه الدول تمتلك جيوش قوية يحسب له الف حساب مثل الجيش العراقي والسوري والمصري واليمني

هذا بدوره اغضب الدول التي لها مصالح استراتيجية بالمنطقة مثل امريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا  وإسرائيل لذلك قررت هذه الدول اعادة رسم حدود المنطقة بما يتلاءم مع مصالحها ولو ادى ذلك الى تقسيم الدول العربية من جديد على اساس طائفي او عرقي  وهذا ما اعلنت عنه وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندليزا رايس التي اعلنت عن خارطة الشرق الاوسط الجديد والتي بموجبها تم رسم حدود جديدة للمنطقة على اساس طائفي وعرقي ولتحقيق هذا الهدف تم تدشين ما يعرف بالربيع العربي حيث استغل تطلع الشعوب العربية للحرية فتم ركوب هذه الثورات وحرفها عن مسارها وتحويلها الى اداة لهدم الدول العربية تمهيدا لتقسيم المنطقة ولاجل تحقيق الهدف تم اصباغ الصرع القائم بين الانظمة وشعوبها بالصبغة الطائفية واوكلت هذه المهمة الى كل من ايران والسعودية واسرائيل وتركيا هذه الدول سعت بشكل او باخر للتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية فوجدت في لبنان وفي سوريا والعراق ومصر واليمن وليبيا وفي البحرين وغيرها تحت مبرر المذهبية والطائفية مما زاد النار اشتعالا لأجل تدمير الدول العربية واعادة رسم حدودها من جديد ولكن هذا التقسيم تركيا ترفضه جملة وتفصيلا لانه يهدد امنها القومي وهي لا يمكن ان تسمح بإقامة كيان كردي شمال سوريا لان هذا سيجعل اكراد تركيا يواصلون نضالهم لأجل اقامة دولتهم في جنوب تركيا لذا نجد ان الدول العظمى خاصة روسيا وامريكا وصلوا  الى مرحلة وضع النقاط على الحروف من خلال اتفاقية كيري لافروف التي وقعت في روسيا والتي على اساسها سيتم انها الصراع في سوريا والتي اعلن عن ان بنود هذه الاتفاق سرية نفس ما اعلن عن اتفاقية سيكس بيكو ولذلك تطبيق اتفاقية كيري لافروف تجد صخرة واحدة تقف امام تحقيقها وهي الدولة التركية لذا تم اعطاء الضوء الاخضر للانقلابين في تركيا بالانطلاق فأثناء اجتماع وزير خارجية روسيا وامريكا في روسيا كانت طائرات اف 16 تحوم فوق سماء تركيا معلنة اسقاط النظام وتم دعمه اعلاميا وماهي الا  ساعات حتى عملت امريكا على اجهاضه من خلال اعطاء معلومات تفصيلية عن الانقلابين لغرض افشال الانقلاب والذي سينتج عنه انقسام في المؤسسة العسكرية والامنية والقضائية والذي بدوره سيضعف الجيش التركي وبالتالي جعل تركيا تنشغل بمشاكلها الداخلية وهذا يعمل على تقزيمها وتحجيمها حتى يتسنى لأمريكا وروسيا من اعادة رسم خارطة المنطقة بأكملها على أسس جديده تم الاتفاق عليها وعرفت باسم اتفاقية كيري لافروف

وهذه الاتفاقية في روسيا والانقلاب في تركيا تعلن رسميا ما يعرف بالشرق الاوسط الجديد

 

مع تحيات : احمد الشرعبي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص