قال يستطيع الجنوبيون الانفصال في ظروف ملائمة ..

مدير قناة "العربية" السابق: الإخوان والانفصاليون في اليمن يتشابهان في اقتناص الفرص

قال الإعلامي السعودي والمدير السابق لقناة "العربية" السعودية عبد الرحمن الراشد، ان الجماعات الإخوانية والانفصاليون في الجنوب فريقان سياسيان يتشابهان في اقتناص الفرص في الأزمة اليمنية، وكلاهما لايحارب بنفسه،بل يعتمد على غيره، وحليفان رغم الخصومة والتراشق الإعلامي.

واضاف الراشد ، ان الإخوان المسلمون يرون أن انفصال الجنوب مقبول، يمنحهم مساحة أفضل للهيمنة على المسرح السياسي في الشمال، على اعتبار أن الانقلابيين منهكان من الحرب، "الحوثيين" وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وكذلك الانفصاليون الجنوبيون، يرون أن فصل الشمال عنهم، يقلص المساحة والسكان، ويعظم فرصتهم في الحكم في عدن.

وأشار الراشد، إلى أن الانفصال مشروع تغيير سياسي تحقيقه أصعب حتى من الانقلاب،فمن حيث المبدأ لا يتحقق انفصال إقليم عن دولة فقط ،؛لأن أهله قرروا ذلك، ولو بالإجماع، وإلا تفككت دول كثيرة في العالم الذي يوجود قانون دولي يحكمه.

واضاف ، هناك العشرات من المطالب الانفصالية في أنحاء العالم من أقاليم متململة لم تفلح في الاستقلال؛ كون النظام الدولي يرفض الاعتراف بها حتى لو تمكنت من ذلك.

وقال الراشد، يستطيع الانفصاليون الجنوبيون الانفصال لكن ليس في غياب الدولة بسبب الحرب، كما هو الحال اليوم بل في ظروف ملائمة عندما تستقر الأوضاع، وتكون هناك حكومة دائمة، أو برلمان شرعي منتخب، عندها يمكن الانفصال أن يكون شرعياً بموافقة اليمنيين ، وبرعاية دولية. غير الملاحظ في خطاب دعاة الانفصال أنهم لايتجاهلون هذه الحقائق فقط، بل أيضاً يهونون من إشكالات المستقبل: «بعد الاستقلال 

واكد الراشد ، ان للجنوب مشكلاته نماها نظام صالح آنذاك، وفي الجنوب فرق شتى تتنافس على السلطة، ولا توجد ضمانات باستقرار الجنوب عندما ينفصل، بل قد يفتح باباً أوسع من الصراعات. كون الجنوب، مثل الشمال، فيه قبائل متنافسة، وزعامات محلية متصارعة. ولاشك عندي أن أغلبية سكان الجنوب فعلاً يريدون الانفصال، ومنذ زمن حكم على عبداللة صالح، فقد كانت الوحدة مفروضة عليهم بتحالف الفريق الجنوبي المهزوم مع نظام صالح في الشمال.

مشيرا الى ان صالح أفقر الجنوب كما أفقر الشمال وجوّعه ، وان ماساة الجنوبيين بدأت 

بمؤامرة وخلافات انتهت بمسرحية اسمها الوحدة. 

وختم الراشد مقالة بدعوة للجنوبيين بأن 

لايستعجلوا الاحتفالات؛ لأن الانفصال مسألة يحكمها القانون الدولي وليس الشارع العدني. وفِي حال تعذر الانفصال عندما تستقر اليمن، فإن هناك خيارات لا تقل جودة فيها استقلالية إدارية واسعة، مثل النظام الفيدرالي أوحتى الكونفدرالي.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص