شعب لا يعرف سوى الحزن ،، العيد في اليمن.. "الأضحى" لم يمر من هنا

لم يمر عيد الأضحى المبارك من اليمن منذ سنوات، فالى جانب الحرب والدمار والكورونا، يأتي الجوع أيضا لينافس قتلة فرحة اليمنيين.

ولم يختلف الحال بين عيد الفطر وعيد الأضحى في اليمن في زمن كورونا، ففي الوقت الذي تستمر فيه الأزمات والحروب والصراعات الداخلية، تتأزم وتنحصر حياة المواطن اليمني تارة بين الفقر والجوع وأخرى بسبب الفيروس القاتل

اليمن الذي لقب بالسعيد، لم يعد كذلك، شعبه بات بين قتيل وجريح ومشرد ومريض، لا يعرف سوى الحزن .

الحرب في اليمن والتي دخلت عامها السادس، وضعت اليمنيين بين أفقر شعوب العالم، مجاعةً وفقرًا ومرضًا ومصيرًا مجهولًا ربما يستمر لسنوات.

ففي اليمن يستقبل السكان عيد الأضحى باستمرار الحرب الدائرة في بلادهم، والتي أودت بحياة آلاف المواطنين اليمنيين بينهم  أطفال ونساء وشردتهم من منازلهم، بينما يجرع ما تبقى منهم بين أزمة كورونا وخوفهم من الجوع.

صحيفة إندبندنت البريطانية نشرت تقريرًا عن الجوع في اليمن، قالت فيه إن عام 2020 سيكون أسوأ أعوام الجوع في البلاد بسبب الحرب الدائرة هناك وجائحة كورونا، والفيضانات، وموجة الجراد الصحراوي.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها الذي كتبته بيل تراو، أن أكثر من نصف سكان اليمن، وقبل وصول وباء كورونا، كانوا يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تأتي من الخارج، والآن سيبلغ عدد هؤلاء رقما قياسيا جديدا.

وذكر التقرير أن الأمم المتحدة تخشى من أن ما يقدر بنحو 2.4 مليون طفل في اليمن سيُدفعون إلى حافة المجاعة بحلول نهاية العام، بسبب الصراع والنقص غير المسبوق في العون الإنساني خلال الوباء.

ونقل التقرير عن فانيسا روي، من شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، قولها إن عام 2020 سيكون هو الأسوأ من حيث إجمالي عدد السكان المتوقع أنهم بحاجة إلى مساعدات غذائية.

وكانت الأمم المتحدة دقت ناقوس الخطر هذا الأسبوع بشأن مجاعة أخرى محتملة، ففي حديثه أمام مجلس الأمن يوم الثلاثاء، قال مدير الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك، إنه من دون المزيد من التمويل ووقف فوري لإطلاق النار، سيكون هناك زيادة في الجوع وسوء التغذية والكوليرا والفيروسات التاجية، و"فوق كل شيء الموت".

وأضاف لوكوك، أنه رغم حقيقة أن البلاد على "حافة الانهيار"، فإن الأمم المتحدة كانت قادرة فقط على جمع 18% من الأموال اللازمة لتشغيل برامجها هذا العام بعد فشل حملة التمويل.

وقالت إندبندنت إن الأمم المتحدة اضطرت بالفعل إلى إغلاق البرامج الحيوية، بما في ذلك التي تعالج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

وقبل أيام قليلة من تصريح لوكوك، قالت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة إن 1.2 مليون شخص إضافي في جنوب اليمن سيعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد بحلول نهاية العام.

وأشار تقرير إندبندنت إلى أن التقرير المشترك لتلك الوكالات يصف كيف أن اليمن في عين "عاصفة كاملة" من الصدمات الاقتصادية، والصراعات، والفيضانات، ووباء الجراد الصحراوي، والآن وباء كورونا.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أنابيل سيمينغتون للصحيفة "نشهد تدهورا مزعجا للغاية، ولا نرى أي شيء يسمح لنا بوقف هذا التدهور الحالي".

وتقول منظمة أوكسفام، إن عدد الأشخاص في اليمن الذين قد يموتون هذا العام بسبب الجوع المرتبط بوباء كورونا سيكون أكثر ممن يموتون بسبب المرض نفسه.

فارتفاع أسعار المواد الغذائية من الأسباب الرئيسية للجوع في اليمن؛ فقد أبلغت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) صحيفة إندبندنت بأن تكلفة المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق زادت بنسبة 40% منذ العام الماضي، بينما تضاعفت تكلفة الغذاء بشكل عام 3 مرات منذ بداية الحرب.

ويعود ذلك جزئيا إلى الانخفاض الحاد في المواد الغذائية والمساعدات القادمة إلى اليمن، وهي دولة تعتمد على الواردات بنسبة 90%.

وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدن اليمن  بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من 6 سنوات، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".

المصدر؛ مصر بالعربيه

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص