الرصاصة الأولى

عندما أطلقوا الرصاصة الأولى في جسد الوحدة سار في ركابهم الكثير من كبار شيوخ القبائل وشيوخ الدين وكذلك كبار القادة العسكريين والسياسيين وحتى الكثير من المثقفين والنخب بل الغالبية حتى من الجنوب نفسه، ارتكبوا حينها جريمة لا تُغتفر في حق انفسهم وحق وطن برمته، ولم يوجد من يقول للطاعون  كفى لقد تماديت كثيراً إلا القلة القليلة القابضة على الجمر.

ساروا خلف نزوات وغزوات وغرور الطاعون مخدوعين ومدفوعين بشعارات دينية ووطنية زائفة وغاب عن بالهم أن هذه الشعارات تكون نتائجها كارثية إذا اصبحت سلاحاً في يد اثنين الأول ثعلب انتهازي صاحب مشروع خاص والثاني أحمق لا يفرق بين ما يخدم الوطن والدين وما يضره .

غالبية ممن هم في الشرعية يريدون تفصيلها وفق مقاسات معينة على غرار الجمهورية في الستينيات التي تم تفصيلها حينها على مقاسات ضيقة وانتهى مآلها في نهاية المطاف الى حضن السلالة.

سيقول البعض ان هناك مناطق كثيره في اليمن تعاني ولازالت تعاني من ظلم وإجحاف مزمن.. نعم هذا صحيح ولكن الكثيرين في الجنوب يرفضون ذلك الأمر الذي تحول لدى الغالبية في الشمال الى مسلمات لا ينبغي المساس بها بل الى ثوابت وطنية يُعد من الخيانة والكفر الخروج عنها وهنا يكمن سر حروب وصراعات اليمن التي تلد بعضها بعضا واهلكت الحرث والنسل وعطلت التنمية، ولكن الجنوبيين لديهم فرصة تاريخية للخروج عن هذه الثوابت الجامدة ومن الغباء والحمق إذا لم ينتهزوا هذه الفرصة وبالذات في ظل التوجس والتنافر وعدم الثقة التي تحكم العلاقة بين اليمنيين بسبب سياسة الإقصاء والتهميش والحروب والاجتياحات والصراعات وايضاً إذا لم تُبنى دولة مدنية فيدرالية قائمة على اسس سليمة لهم الحق أن يقرروا مصيرهم إذا لم تُلبي هذه الدولة طموحاتهم وكانت مجرد نسخة مكررة من الجمهورية ولكن خلف غطاء وشعار آخر .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص