تأديب روسيا للغرب وإعادتهم إلى جادة الصواب..
 
اختنق العالم بالعهر الأمريكي والتوحش الأوروبي سقطت كل القيم الإنسانية على أعتابهم وبرزت عندهم الشعارات والبرجماتية المغطاة بلحاف الحرية والديموقراطية فقط، ما فعلته فرنسا في الجزائر لعنة تاريخية في جبينها لن تزول ولازالت تمارس السرقة لثروات دول أفريقية حتى اللحظة..
وما فعلته بريطانيا بالهند واليمن ومصر ودول أخرى إنسانياً مشين.. ولو لم ترتكب إلا جريمة زراعة الكيان الصهيوني في أرض فلسطين وإحلال شعب محل شعب وتشريده في أصقاع الأرض لاستحقت اللعنات إلى قيام الساعة ما فعلته العجوزة الشمطاء سيضل غصة في حلوق تلك الشعوب وجرح إنساني لن يندمل..
أما أمريكا وصعاليكها أحفاد اللصوص ورعاة البقر فحكايا ظلمهم للشعوب وسرقة ثرواتهم وقهرهم وتدمير قدراتهم ومداميك تاريخهم وحضاراتهم بخسة وحقد ليس لها في البشرية من سابق.. ولو لم ترتكب هي وبريطانيا في تاريخها المعاصر إلا جريمة زرع إسرائيل كخنجر في خاصرة العرب وتدمير العراق وإعادته إلى نقطة الصفر لكفى أن تتلقى غضبات السماء ولعنات وأهل الأرض.
فهل ما تنشره قنوات الأنباء الشرقية والغربية، يثبت حقاً ان روسيا قد حسمت امرها على اجتياح أوكرانيا كليةً أم ستكتفي بالأقاليم المطالبة بالانفصال وتقليم أضافر نظام أوكرانيا وتعود، أم ستصدق التسريبات المخابراتية والاعلامية التي تفيد ان روسيا سوف تسيطر على أوكرانيا وتتجاوزها إلى جورجيا وبولندا استونيا ولاتفيا ودول أخرى في الشرق الأوروبي وما حوله من الدويلات.
ومع بروز علامات الجبن والقلق والتردد والشعور بالإحباط والهزيمة عند الأمريكيين رعاة البقر...من مواجهة روسيا ستالين وإمبراطورية الحرب العالمية الثانية بائن للعيان، اما إذا ظهر التنين الصيني وأعلن وقوفه السياسي والعسكري الاقتصادي الى جانب الدب الروسي حينها لن يجد المسخ الأمريكي على الأرض مأمن..
وسيختلق حينذاك اي ذريعة أو عذر للهروب من مصير المواجهة..
حينها ستنكشف العورة وتبين الأحداث حقيقة أمريكا ومن معها، لأنهم يدركون أنه لا قبل لهم في مواجهة قوة الصين والروس المرعبة أنهم ليسوا في مواجهة قوة العراق أو الدول العربية المستضعفة، كيف لن يتشفى العرب وكل ضعفاء الأرض بتمريغ فراعين الكبرياء بالتراب؟.
كيف لن ترتفع أيديهم داعيةً بالنصر لمن أمدهم بالعون والدعم العسكري والسياسي في مراحل تاريخهم وثوراتهم الحاسمة؟، ألم يهزم السلاح الروسي فرنسا ويطردها من الجزائر خرجت تجر أذيا الخيبة والانكسار، ألم يمد الروس الجيش المصري بسلاحهم من الطلقة إلى الطائرة في حربهم ضد إسرائيل حين في شتى حروبهم ضد اسرائيل حتى العبور..
سوريا هي الأخرى كان السلاح والخبراء الروس درعها الحصين وسورها المتين أمام آلة الغرب الإسرائيلية الباغية، حتى أجهزة الاتصال والتنصت الكاشفة للجواسيس في جملتها كانت روسية الصنع.. بالمختصر كانت كل ثورات التحرر في بلدان العالم الثالث ضد الاستعمار ملاذها روسيا تستعين وتلجأ إليهم عند انغلاق الآفاق وانسداد طرق الحرية والانعتاق..
ألم يكن السلاح الروسي وطائراته سبب هزيمة الإمامة في اليمن حينما ثار اليمنيون وساندتهم مصر عبدالناصر وكذلك هزيمة العجوز ورحيلها من جنوب اليمن؟ ألم يعفي الروس اليمن من 6 مليار دولا قيمة تسليحها بعد الوحدة.؟
الم يكن طيران ودروع وصواريخ اليمن حتى السلاح الخفيف ومدفعيته والثقيل 90% منها روسي الصنع والتقنية؟ حتى القواعد العسكرية والثكنات والهناجر والدشم بنتها روسيا ألم يدرس اليمنيون في روسيا كل التخصصات المدنية والعسكرية؟ وانتشروا في كل مفاصل الدولة وهيئاتها؟..
سينحني الأمريكي ويهز أذيله أمام قوة وتماسك جينات الشعب الروسي لانهم وأذيالهم يدركون دون شك ان مواجهتهم للإعصار في أوكرانيا يعني اشتعال حرب نووية عظمى مدمرة لن تبقي ولن تذر.
لم يأت هذا الطرح لغرض امتداح روسيا او التقليل من شأن امريكا ابدا بل نقول ذلك لنبين ونوضح هنا ونؤكد على أن امريكا تعيش مرحلة الانهيار الامبراطوري الشامل، كما ان البنى الاجتماعية الثقافية والعرقية والاخلاقية للامة الامريكية باتت مهشمة ومهمشة تتآكل وقاربت على التلف، ومن ثم سيصبح من المستحيل على الشعب الأمريكي المختلط ببقراته محاربة الصين والروس قطبي الشرق القوة الاقتصادية والردع العسكري الهائل.
ان جرائم امريكا في العراق وفيتنام وافغانستان واليمن وكمبوديا في حروبها الأخيرة ومنذ ستينات القرن الماضي ستدفع ثمنها ألف ضعف اليوم هوان وذُل وانكسار وصغار أمام العالم على ايدي من ذكرتهم سلفاً.
لن ينس الشعب اليمني وقوف أمريكا ضد ثورته الكبرى على حكم الامامة بالتحالف مع فرنسا وبريطانيا، وأياديهم في المنطقة بما فيهم إيران الشاه، نكاية بالرئيس جمال عبدالناصر ودعماً لإسرائيل. ودمار سلاحها للبنية التحتية اليمنية في حربها الأخيرة وإعاقة زحوف الشعب اليمني باتجاه صنعاء وفك حصار تعز والاقتراب من ميناء الحديدة لكسر شوكة الانقلاب واستعادة الدولة والجمهورية.
احتفل الامريكيون داخل واشنطن كونهم انتصروا على العراق وفيتنام والفلبين والشعب الفلسطيني المشرد لقد اعتادت امريكا طول تاريخها على محاربة دول العالم الثالث الضعيفة والممزقة والمتخاصمة مع شعوبها، ولم يسبق لها ان واجهت دول عظمى وقوية بحجم الهند او روسيا أو الصين.
وما جاء في تصريح وزارة الدفاع الروسية أنها قد وجهت كافة اسلحتها النووية والهيدروجينية تجاه امريكا وبريطانيا وجميع دول اوروبا، أشعر اليمني بالرضى واصاب الغرب كله بالذعر والصدمة والخوف وجعلهم عاجزين حتى على الرد على تلك التهديدات لأنهم يقيناً يدركون مخاطر مواجهة القوة التي لا تقبل المجازفة والتهور.
ما تريده روسيا اليوم هو استعادة مكانتها العالمية وتأديب الرعونة و الحماقة والغرور الامريكي و تعيدها الى جادة الصواب وهذا أشار إليه المفكر الامريكي ( زبينغيو بريجنسكي ) قبل شهرين فقط على كافة وسائل الاعلام الامريكية، المقروءة و المسموعة و المرئية "" قال بالحرف الواحد "ان الهدف الحقيقي لروسيا و الصين هو تدمير امريكا و جعلها دولة من دول العالم الثالث"..
وشهد شاهد من أهله لأن أمريكا غير قادرة مطلقا على الوقوف امام التحالف الاستراتيجي الكبير بين موسكو وبكين. وبسبب مؤامراتها التي لا تنتهي ضد الشعوب تحديداً الغنية منها ثروةً والأضعف قوة..
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص