حين يخون الصحفي امانته ويهين رسالته

في كثير من الحالات نجد أن الاسماء قد لا تنطبق على مسمياتها بالضرورة!!
فأحيانا نطلق على البعض ألقابا ومسميات تحمل أوصافا جليلة ومعاني عظيمة؛ لكنها في الحقيقة  تفتقد المصداقية، وتجانب الحقيقة، لفظا ومعنى.

 

يحضرني هنا البيت الشعري الشهير، الذي يصف واقع الحال في مثل هكذا قضايا:
لقد ظلموك حين سموك صادقا
كما ظلموا الأعمى ونعتوه بصيرا..

والأمثلة على ذلك كثيرة، سنسوقها ونستشهد بها تباعا، في مقالات لاحقة؛ غير أننا سنتاول في هذا المقال  بالتحديد ما يسمى ” مؤسسة مراقبون للإعلام المستقل”!!
ألم يكن الأحرى بهيئة تحرير موقع “مراقبون” تناول تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي أدان بوضوح الشركات الحكومية لأنها دمرت القطاعات النفطية التي استلمتها من الشركات الاجنبية، ناهيك أنها تعمل بعيدا عن اية مدققين قانونين، وعن عيون الجهاز المركزي للرقابة، ومجلس النواب…

 

وما يدعوا للاستغراب هو ان “مؤسسة مراقبون”، لم تراقب شيئا ولم تتناول هذه القضايا الاهم، والمتمثل في التلاعب الواضح بإيرادات الدولة الأساسية…

 

لماذا يا ترى لم تتطرق مراقبون في تقريرها المحشو بالزيف والتزوير الفساد العريض والافساد الحقيقي في دهاليز النفط وهواميره الذين وجدوا ونمو وترعروا في احضان الفساد ولوبيي التدمير الممنهج منذ سنوات طويلة وتتبع قضايا الفساد الحقيقية التي تضرب اقتصاد الوطن، وتنبش في ملفات تلك الجهات التي لم تعد خافية على احد!؟ وهي قضايا تم تداولها محلياً ودولياً في وسائل الإعلام، وما زالت قائمة حتى  اللحظة على طاولة  الأموال العامة، وهيئات ومنظمات مكافحة الفساد، بل وأمام مجلس النواب، والتي كشف تقرير تقصي الحقائق مؤخرا جانبا منها.

 

اما الشي الاهم في تقرير مراقبون والذي اثارني ودفعني للكتابة عنه وتناوله كمية الزيف والتزوير التي شكلت مادة تحقيقهم ، فقد لاحظت أنهم بدلا من تناول تقرير لجنة تقصي الحقائق كما هو عليه، وإدانة الفساد التي تم سرده في التقرير، اصطفوا للأسف الشديد في صف الفساد بل وزوروا التقرير بمواد إعلامية مفبركة نسبت للتقرير، وسقطوا سقوطا مهنيا مريعا، بقصد تضليل الرأي العام بأخبار كاذبة ومزورة.

 

المضحك والغريب في آن، أنهم بعد يومين عادوا للهجوم على التقرير الذي بنوا عليه تقاريرهم السابقة وجعلوه عنوانا لتحقيقهم الفلتة.

 

ولعمري هذا ليس له تفسير سوى أن القائمين على ما يسمى بمؤسسة مراقبين عبارة عن أناس مأجورين ليسوا مقتنعين بما يكتبون وربما لم يكتبوا التقرير اويعلموا ما فيه وانما سلم لهم ليضعوا اسماؤهم عليه مقابل اجر زهيد.


ولله في خلقه شئون ولنا معهم وقفات ووقفات في مقالات قادمة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص