خمر الأصوات مات

خمر الأصوات مات 
الصوت الذي كان يسكرك حلالا، ذهب الى ربه، تاركا خلفه أغانيه المليئة بالجمال، تضاجع الأحلام في ظلام الليل وتنجب لنا الحياة والحب والود والروح ، حين النهار !

مات ابو بكر سالم ..
الصوت الذي يحمل معه كل قمم اليمن، ومرتفعاتها، وهواها الآتي من الجنة، وفي الوقت ذاته حين البرد ينزلك الى السهل الفسيح، فيملؤك صوته الفخم بالدفء ، وكأنما يشعل مدفأة في كل روح !

مات صاحب السلمين الموسيقيين 
المعجزة الفنية التي لم يملك كل من في قلبه مثقال ذرة من فن الا الانحناء لها إجلالا وتقديرا .

مات من غنى "أمي اليمن" ..
مات ولدك يا يمن ، في زحمة الفقدان والآلام جاء موته كألم خالص، لم يتلوث بقبح السياسة، وسوء الحسابات الضيقة، وموضة التنكر لهذا البلد ومحاولات البحث عن وطن بديل من كثيرين غنوا للبلد حين ارادوا دعمها، ثم ذهبوا حين "النغنغة" ليغنوا لسمو الأمير ، والشيخة، والناقة والبعير !

مات دون ان يقتل يمنيا، او يسبب لنا كارثة 
مات وهو يملؤنا بالحياة .

رحيل هذا الرجل هو الخسارة الخالصة، لليمن والعرب، والفن في الوجود 
في الوجود نعم ، ففي الوجود هناك كثير من الأصوات المتشابهة، بل والمستنسخة حد التطابق، الا أبو بكر، كان وحده في مكان لا يصعده الا هو !

الرحمة لروحك يا ابو أصيل .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص