الإغتيالات في تعز... من المسوؤل؟!
على بعد أمتار من المكان الذي استهدف فيه الخطيب عمر دوكم وقبل أيام قليلة استشهد صهيب العامري أحد أفراد الشرطة العسكرية بنفس الآلية أمام بيته وهو عائد من عمله، القاتل يرتكب جريمته ويلوذ بالفرار وتنتهي القضية وتقيد ضد مجهول ولايزال ألم هذه الجريمة يعتصر قلوب كل اهالي عزلة القحاف بني عامر. هذه الجرائم التي ترتكب بدم بارد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فلا يمر يوم إلا ونسمع عن حادثة إغتيال في تعز وللاسف في المربع الذي تسيطر علية المقاومة أو مايسمى بالجيش الوطني والذي يتنافى مسماه مع أفعاله ! أخذت قضية استهداف عمر دوكم مجال واسع من التنديد لكونه خطيب جامع أو عضو في حزب بينما تموت القضايا الأخرى بدون أدنى ادانه أو استنكار لان المواطن العادي لم يعد من اهتمام تلك الأحزاب والقوى ولأن الضمير صار محدود على اسماء محددة. تتحمل الأحزاب السياسية في تعز المسؤولية الكاملة عن كل هذه الجرائم وعن الحالة الكارثية التي وصلت إليها تعز حيث اختفت كل ملامح المدنية والثقافة عن وجه مدينة تعز الجميل وأصبح السلاح وشبح الموت يلاحق كل أبناءها وفي كل الأزقة. نعم تتحمل الأحزاب كل تلك الجرائم وهي التي دعمت هذا الضخ العشوائي للسلاح إلى المدينة وعززت من تواجد المليشيات داخل المدينة ووقفت بالضد من اي محاولة لتنظيم الانتساب للجيش والانضمام للمقاومة بل وصل الأمر أن بعض الأحزاب ينضوي تحتها اكثر من مليشيا وبأكثر من مسمى وما أبو العباس وسالم (عبده فرحان) وغزوان والعزي ...الخ الا خير دليل على قذارة الأحزاب وتعاملها مع مدينة تعز ومع الإنسان كمسلمة يجب اخذ كافة التدابير التي من شأنها الحفاظ على حياته وسلامتة. وقفت الأحزاب بالضد من فكرة إنشاء نواة للجيش الوطني ودعمت تشكيل مليشيا تحت مسمى المقاومة حتى أصبحنا اليوم لانستطيع حصر تلك المليشيا ولا معرفة الجهات التي يورد إليها السلاح مما سيصعب من أي جهود حاليا لاستتباب الأمن في المدينة. يتحمل ايضا جزء كبير من المسؤولية في هذه الجرائم بعض خطباء الجوامع ورجال الدين في محافظة تعز فلقد كانوا ومازالوا خالقي فتن ومصدري أزمات للمجتمع يستغلون المنابر للتحريض ضد الآخر مستغلين جهل الناس وبؤسهم لإراقة الدماء وسلب ارواح الناس ولم نرى حتى الآن أي موقف من اي حزب يستنكر ويوقف هذا السيل من الكراهية الذي يضخه بعض خطباء المساجد ورجال الدين بين الناس بعضهم بعضا. لايستطيع اي مواطن عادي حاليا أن يحصل على المال والسلاح في تعز خصوصا الا من لدية ادوات في الخارج تمول وتدعم وتخطط لحسابات ضيقة لاترى هذه القوى الا نفسها متجاهلة تماما قدسية روح الانسان وحقه في الحياة. لن تنجح السلطة المحلية في تعز مالم تتكاتف الأحزاب وتخضع أفرادها ومسلحيها لسلطة الدولة والمحافظ وتسلم الأحزاب كشوفات بمسليحها ومصادر تمويلهم (المال-السلاح) للمحافظ لدمجهم بالجيش وحصرهم في أماكن محددة على الجبهات أما إذا ستظل الاحزاب تلعب على المتناقضات وتستغل القضايا الإنسانية لتمرير أهدافها الضيقه فأننا لن نجد سوى المزيد من الدماء وستمضي تعز في طريق طويل من الضياع. رحم الله الشهيد عمر دوكم وصهيب العامري وكل الشهداء
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص