الشباب.. إمكانيات بلا حدود
     اليوم العالمي للشباب، بارقة ضوء تعيد شحن طاقات الشباب وتحفّز آماله وتطلعاته لمسرح حياة آمن فيه الاستقرار والرفاه والحقوق المُستحقة بعيدًا عن عبث العابثين، والأطراف المتقاتلة، التي تتخذ الشباب أداة لتحقيق مطامحها وأغراضها السياسية الخاصة التي تخدم مصلحتها الذاتية بعيدًا كل البعد عن مصلحة الوطن والمواطن ككل. 
 
    يدرك الشباب اليوم جيدًا مختلف النوايا المشوّهة والمغطاة برداء الوطنية، ويدرك حجم العبث الذي مرّت وتمرّ به اليمن والمسببات الأنانية لكل هذا النزاع الذي حجب كل فرص الحياة الكريمة عن الشباب والذين هم الشريحة الأكبر في اليمن. 
 
     يوم الشباب العالمي، هو دعوة وفرصة في آن واحد لكل الشباب المثقف، القادر، صاحب الحلم والطموح الغير قابل للانكسار -حتى في ظل أوضاع متأزمة وصعبة كهذه التي نعيشها اليوم- للتكتل وبناء شبكة منتظمة تخلق قوة سلام معاكسة لكل قوى الدمار والإرهاب. قوة تؤسس لمشروع دولة ديموقراطية حقيقية. قوة غير ملوثة بأخطاء الماضي، يسري في عروقها دماء حيوية شابة ونظيفة. 
 
      كل الحركات السياسية اليوم، عاجزة عن تبني مشروع حقيقي لبناء دولة ديموقراطية، ولذا لجأوا إلى السلاح واستخدام القوة والقتل لأن السلاح لا يتطلب الفِكر والثقافة والعلم، يكفيك أن تكون بليدًا وحسب لتحمل السلاح وتقتل به المدنيين لتفرض قوتك وتسيطر على الجغرافيا ثم تنهب كل ثرواتها وتُخضع أهلها.. فإما الخضوع والاستسلام أو الموت، لا حل ثالث لمثل هؤلاء. 
 
      سترفض اي ميليشا ترك السلاح بعد أن يُدرّ عليها أموالًا بلا حساب. هكذا يصبح من الغباء بالنسبة لهم أن يوقفوا الحرب عندما تخلو قلوبهم من الوطنية والمصلحة العامة. يرضون مستريحين بكونهم قتلة وظالمون للملايين مقابل أن يكونوا في السلطة وأثرياء.. أثرياء حد العبث.. 
 
      الشباب وحدهم من يستطيعون العمل بإخلاص لأجل الوطن  هم وحدهم الحالمون بالحياة، بالهدوء، بالحقوق، بالاستقرار وهم وحدهم الساعون بلا توقف لتحقيق ذلك بكل السُّبل المتاحة والإمكانيات المتوفرة لديهم. الشباب من يجب عليهم اليوم التوحد واستشعار المسؤولية بحساسية أكبر كثيرًا مما مضى.. والبدء بالتصرف بإيمان على أساس أنهم وحدهم هم القادرون فعلًا على تقديم مشاريع حقيقية بعد أن أثبتت كل الأحزاب فشلها بذلك، وانجرت خلف العنف، وشكّلت كتائب عسكرية لتغوص في مستنقع الحرب عوضًا عن رص الطاولات لطرح المشاكل على طاولات المناظرة والحوار بهدف الخروج بحلّ يجمع مصلحة المواطن والوطن. 
 
     من عقول الشباب وجهودهم سيولد الفجر، والأمر بأيديهم ليجتمعوا تحت راية واحدة، وليعملوا لتحقيق هدف واحد.. هو مطلب الملايين من الشعب الذي قد أصبح في أشد مراحل الاكتئاب بسبب هذه الحرب اللعينة، وبالتالي سيسارع للالتفاف حولهم كمنقذين لحقوقهم المنتهكة وحياتهم المهدورة. 
 
بالوحدة يتحقق المستحيل.. وتجمع الشباب في كيان واحد سيفرض وجودهم، وسيستطيع التأثير على الوضع السياسي العام وطرح رؤاه واعتبارها في أي حلول أو اتفاقيات قد تحدث.  ولن يستجدي الشباب بعدها أبدًا إشراكه في مواقع صنع القرار، بل لا بد أن يكون هو المؤثر الأكبر وبالتالي يصبح أمرًا واقعًا أن يكون في جُل مواقع السلطة لتنفيذ مشروع الدولة الديموقراطية العادلة.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص