الاعلام الاقتصادي : هيمنة اللغة التحريضية في الاعلام اليمني يساهم بتأجيج الصراع باليمن

كشف "مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي" عن هيمنة اللغة التحريضية التعبويه في الاعلام اليمني بشكل كلي او جزئي على ما يقارب من 51% من  اجمالي البرامج المرصودة في ظل انحدار مستوى الحيادية في البرامج والاخبار التلفزيونية.

واظهرت دراسة نفذها المركز ، تقييميه لمستوي اداء وسائل الاعلام المرئية اليمنية مستويات متفاوتة في الاداء حيث غلب علي معظم برامجها وجهات نظر واحدة  في حين ان ما يقارب من 21 % من البرامج المرصودة لم  تقدم اي مصادر او مراجع للمعلومات المقدمة للجمهور. وتهدف الدراسة التقييميه الى اختبار مستوى التزام وسائل الاعلام المرئية في اليمن بالمعايير والقواعد المهنية للتغطية الاعلامية من حيث شرح سياق المعلومة ومدى تضممينها  الحقائق  والارقام والاقتباسات والمصادر  ومستوى التوازن في وجهات النظر ووضوح اللغة المستخدمة بالإضافة الى مستوى التزامها بمعايير واخلاقيات الصحافة الحساسة اثناء النزاعات.

وقالت الدراسة: يشهد الاعلام اليمني أسوأ مراحله على مدى عقدين من الزمن اذ مني بحالة من التراجع علي صعيد الحريات الإعلامية وعدد المنابر الصحفية والإعلامية وتدمير البنية التحتية وتراجع مستوى المهنية ناهيك عن حالة الانقسام والتشظي التي باتت هي السائدة في مسرح الاعلام اليمني اليوم. وطبقا للدراسة واجه الاعلام اليمني خلال العامين المنصرمين أعنف قمع حيث فقد الوسط الإعلامي 26 إعلاميا قتلوا جراء الحرب الاهلية التي نشبت في اليمن مطلع العام 2015م، فيما جرح المئات من الصحفيين وما يزال العشرات من الصحفيين مخفيين في السجون او في اماكن مجهولة، ولا يتمتعون بأبسط حقوق السجناء. وقالت الدراسة: ولأول مره تشهد اليمن حكما بالإعدام على صحفي، في حين يواجه صحفيين عديدين حملات تحريض يومية ولجأ المئات منهم الى الفرار من القمع الي دول مجاورة وتوقفت العشرات من الصحف والمواقع الالكترونية المستقلة وتغيب عن العاصمة اليمنية صنعاء اية إصدارات صحفية ذات توجه مختلف عن توجه تلك السلطة القائمة، منذ ان بدأت اليمن التعددية السياسية وانتهجت الديمقراطية كوسيلة للحكم عام 1990م.

واضافت: وبدا واضحا من خلال الرصد والتحليل حجم الأثر السلبي الذي احدثته الحرب الدائرة في اليمن على الأداء المهني لوسائل الاعلام اليمنية، سواء من حيث مجالات الاهتمام او تعدد المصادر و تنوع وجهات النظر في البرامج المرصودة ، وهو الامر الذي يستدعي مراجعات في الأداء المهني لوسائل الاعلام اليمنية وجعلها اكثر مهنية واحترافية في تغطيتها للأحداث لاسيما اثناء الحرب.

وقد اجريت عملية التقييم للأداء المهني لوسائل الاعلام المرئية في اليمن بعد عملية رصد استمرت 105 يوم امتدت للفترة من 1 يناير حتى 15 ابريل 2017م، حيث تم رصد 690 مادة من 7 قنوات فضائية. وقد شملت البرامج المرصودة المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والترفيهية ومجالات أخرى، البرامج السياسية هي السائدة في القنوات التلفزيونية اليمنية بنسبة 65.4 % من إجمالي البرامج المرصودة يليها البرامج الاقتصادية بنسبة 17.9 % و يأتي بعد ذلك البرامج الاخرى الفنية و الثقافية و التراثية بنسبة 9% ، 6.4% هي نسبة البرامج الصحية في القنوات، و تأتي البرامج الترفيهية في ذيل القائمة بنسبة 1.3%.

واشارت الدراسة ،  الى ضعف وعي الصحفيين اليمنين بمعايير الحيادية والموضوعية في تناول القضايا ومعايير الصحافة الحساسة للنزاعات بالإضافة الى تأثير الوضع الاقتصادي الصعب علي الصحفيين، وذلك يعد من ابرز الاسباب التي تقف وراء الاداء الحالي لوسائل الاعلام المرئية في اليمن. وتضمنت الدراسة ، خلفية تاريخية عن مراحل التطور التي مر بها الاعلام اليمني، ومرحلة التعددية السياسية ابتداء من عام 1990م وارتباطها بحرية التعبير، وتطور الحريات ما بعد ثورة الشباب 2011م، وواقع الحريات الاعلامية خلال الحرب، وحالة الاستقطاب وتراجع الاداء المهني.وتقييم الاعلام اليمني من حيث مجالات اهتمام وسائل الاعلام، ومدى تقديم وسائل الاعلام قصص غنية بالمعلومات، واستخدام وسائل الاعلام للحقائق والارقام والاقتباسات، التوازن في وجهات النضر في الاداء الاعلامي، مستوى وضوح لغة وسائل الاعلام، حساسية النزاع، وتحليل نتائج المقابلات.

ومركز الدراسات والإعلام الاقتصادي هو احد منظمات المجتمع المدني الفاعلة في اليمن ، ويعمل من أجل التأهيل والتوعية بالقضايا الاقتصادية والتنموية وتعزيز الشفافية والحكم الرشيد ومشاركة المواطنين في صنع القرار ، وإيجاد إعلام حر ومهني، وتمكين الشباب والنساء اقتصاديا.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص