على حطام الروح ..! منصور سروري

كل الكلام و الرسائل المكتوبة من حبر الروح، ومداد القلب أمست كسراب بقيع الصحاري المجدبة .

أوه يا صديقي : حتى فهمي بات محكوم عليه بالإعدام. ما أمر أن يفهم المرء ظلما ولا يعطى الحق في التوضيح لما هو صحيح.

ما أظلم الأحكام التي تصدر ضدك دون إعطاءك حق الاستماع إليك.

لا ظلم أقوى من الفهم الخاطئ لجملة قلتها أنت لشخص تعتبره شقيق روحك وقلبك ووعيك.

أيمكن لذاتك أن تغضب من ذاتك حينما تكلمها عن حقيقتك.؟

لهذا ينتابك وجع عميق لفهمه من جمل قد تكون قاسية بل لا تنكر انها حقا كانت قاسية لكنك لم تك قاصدا ما فهمه من انه تقليل أو من قبيل المن...إطلاقا ما كان ذلك هو الغرض من كلامك ورسائلك له وإنما بغرض أنك تنبهه من أن المقام والموقف يجب فيه مراعاة المشاعر التي تكنها له، وبدلا من أن يصحح الخطأ لمحو جراحك فتجدك وقد تحولت إلى مذنب كبير فيتوسع جرحك أكثر ووجعك يصير أكبر.

تريد أن توضح بصوتك ما لا تستطيع التعبير عنه كتابة فلا تعطى لك الفرصة.

أين ؟... لا مكان...

وكيف ؟ ... لا توجد كيفية ولا فرصة للتوضيح....

ولمن تبين ما فهم أو شابه خطئا في الفهم وتؤول تأويلا بعيدا عن ظاهر ما قلت.؟.

لا يوجد ... من يصغي لك سوى ذاتك.... فقد صدر الحكم دونما تنبس حتى بحرف واحد. الغريب هنا يا صديقي أن الحاكم مقتنع مليون قناعة بصدق حكمه عليك.

عليك أن تقبل بإعدامك ومن أنك ظالم وتستحق الإعدام. بل الأكثر غرابة أن تاريخه سينتهي وهو لا يزال على إصراره في أنه كان على صواب. ذلك هو قانون واقعنا المؤلم الذي نعيش داخله وسيبقى يتوالى تباعا لدى كل الذين يعانون من ذات القصور في القدرات الفردية والسيكلوجية؛ وكل من يظنون أنهم يحسنون صنعا.

إن من أحدثك عنه يا صديقي حتى إن لطمته الأيام لطمات موجعة لن يصحى وينتبه ويدرك سببها.

بل لن يتذكر أنها لطمات القضاء الزمني لحكم قديم عنده صدر ظلما في حقك دونما يعطك حينها حق الإصغاء.

لا تسألن عما يجب أن تصنعه حيال هذا المآل...

نعم...نعم لا تسألني فلم يعد أمامك من خيار سوى اللجوء إلى مقابر الصمت إزاء هذا الظلم لذي لا تغرق في حيفه وحدك وإنما كل من ينسب إلى هذا الجزء من الأرض المعروف بالشرق وعلى نحو أكثر دقة بالتحديد مجتمعنا وعلى نحو أدق أنت وهو.

لا تعتقد أنه يا صديقي سوف يفهمك لأنه لو سيفهمك ما كان قد فهمك خطئا فيما حدث ولكان أكبر من أن يذهب باله لما ليس موجودا في بالك ولم تتوقع انه سيحمل كلامك على غير محمله.

نعم ليس وحده من سيلوذ للصمت كما أبتان لك منه بل ستشاطره ذلك التساوي هل تعلم لماذا؟ لانكما مررتما بأوقات بلغ ما بينكما حد التناهي والتماهي تمازجتما معا حتى صرتما كروح واحدة وجسدا واحدا.

لا تملك سوى مشاطرته الصمت المقابل لخيبات الظنون مع فارق كبير أنه وهو يعلن ويحتفي بالذكرى السنوية اﻷولى لاعدامك أمام العالم على أنقاض شغاف حبه في قلبك، واثناء ما يكون يرقص فوق حطام زنابق الخمائل السماوية بقلبه ستكون بدورك هنالك وحيدا في مقبرة الصمت تترجم رمال أعراس الغبار المتضمنة في حكم اعدام وجودك من حياته..!

عليك يا صديقي أن تدرك أنه حينما لا يكترث لوجعك وهو يعلم قيمته في روحك، وأنه حين يحتفي بذكرى مرور عام على صدور حكم اعدامك الذي لم ينفذ بعد انما يؤكد على ايجاعك عليك هنا أن تعترف أنك قد انتهيت في روحه تماما.

أما ان لم يحتفل وفوت بذكاء المناسبة تقديرا لمشاعرك، واحتراما لارواح الشهداء التي ذهبت من أجل قادم هذه الأرض فاعلم أنك هنا لم تنته ولن تنته في مرايا روحه.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص