سرطان عنق الرحم: لقاح جديد مضاد للفيروس المسبب له يقلل احتمالات الإصابة بنسبة 90 في المئة

قال عالم بارز إن النساء اللاتي تلقين لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، قد يحتجن إلى اختبار مسحة واحدة فقط للوقاية من سرطان عنق الرحم في حياتهن.

وتتلقى النساء حاليا في بريطانيا دعوات من الطبيب للفحص كل ثلاث إلى خمس سنوات

وقال البروفيسور بيتر ساسيني إن اللقاح أدى إلى انخفاض كبير في معدلات الإصابة بالسرطان، لدرجة أن برنامج الفحص سيحتاج إلى التغيير قريبا.

وحث مركز أبحاث السرطان في بريطانيا النساء على الاستمرار في القدوم للفحص عند دعوتهن.

وتحدث جميع حالات سرطان عنق الرحم تقريبا بسبب فيروسات الورم الحليمي البشري. وقد يتسبب الفيروس في إتلاف الحمض النووي والبدء في تحويل الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية إذا كان هناك عدوى طويلة الأمد.

 

ويوجد أكثر من 100 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري، وهي شائعة جدا لدرجة أن معظم الناس سيصابون بالعدوى في مرحلة ما خلال حياتهم.

لذا يدعو النظام الصحي الحكومي في بريطانيا النساء اللواتي يعانين من التهاب عنق الرحم لإجراء للفحص المنتظم. وتُستخدم مسحة من عنق الرحم للتحقق من علامات التشوهات باستخدام المجهر أو مؤخرا لاختبار الفيروس نفسه.

نخفاض بنسبة 90 في المئة

بدأ التحول الكبير في الوقاية من سرطان عنق الرحم في بريطانيا عام 2008 بإدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري. ويحصل على اللقاح الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 و 13 عاما.

وتنتشر الفيروسات عن طريق ملامسة الجلد للجلد، لذلك يتم إعطاء اللقاح قبل دخول مرحلة النشاط الجنسي.

وأظهرت الأبحاث المنشورة في ديسمبر/ كانون الأول، أن اللقاح يحد من سرطان عنق الرحم بنسبة 90 في المئة تقريبا لدى أولئك الذين يختارون الحصول على اللقاح.

وقال البروفيسور ساسيني، مدير وحدة التجارب السريرية في كينغز كوليدج لندن، لراديو بي بي سي 4: "هذا أمر مذهل حقا".

وتشير الدراسات إلى أن ما بين فحص واحد وثلاثة فحوصات مدى الحياة سيكون كافيا للأشخاص الذين تلقوا اللقاح.

وقال ساسيني لبي بي سي "من المحتمل أن يتم فحص النساء في [سن] 30 و 45، وقد ترغب في القيام بذلك في 30 و 40 و55، لذلك قد يجرى الفحص ثلاث مرات".

وأضاف"هناك لقاح جديد سيتم استخدامه في بريطانيا اعتبارا من العام الدراسي المقبل، والذي يحمي من المزيد من أنواع الفيروس، وأعتقد أنه من المحتمل أن تكون مسحة واحدة كافية، وربما اثنتين، على مدى العمر".

ويمثل ذلك تحولا جذريا في فحص عنق الرحم، حيث تحتاج الأمهات إلى فحوصات دورية منتظمة بينما تحتاج بناتهن إلى الذهاب بضع مرات فقط.

ولكن لجنة الفحص الوطنية في بريطانيا لم تتخذ قرارا بشأن مستقبل فحص عنق الرحم.

وقال ساسيني إن القضية أصبحت ملحة بشكل متزايد حيث تمت دعوة الجيل الأول الذي يتم تطعيمه الآن للفحص.

وأضاف ساسيني: "نريد حقا إجراء تلك التغييرات خلال العامين المقبلين، إنه تغيير كبير إذ أن اللقاح كان ناجحا للغاية، وهذا أمر منطقي تماما".

ولكن توجد بعض الشكوك. فمن غير المعروف كم من الوقت تستمر الحماية من فيروس الورم الحليمي البشري أو ما إذا كانت هناك حاجة لجرعة تعزيزة منتصف العمر. وستكون هناك حاجة للفحص المنتظم لعقود بسبب الأجيال التي لم تتلق اللقاح.

وقالت كاريس بيتس ، مديرة المعلومات الصحية في مركز أبحاث السرطان في بريطانيا "على الرغم من أننا لا نعرف بالضبط كيف سيبدو فحص عنق الرحم في المستقبل، إلا أننا نشهد بالفعل تطورات علمية تشكل طريقة تقديمه في بريطانيا".

وأضافت "إن نجاح برنامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري واستحداث فحوص أفضل، يعني أن الناس يحتاجون إلى عدد أقل من الفحوص، لكنهم لا يزالون محميين بنفس القدر من سرطان عنق الرحم".

وقالت "يلعب الفحص المنتظم دورا مهما في الوقاية من السرطان، خاصة إذا لم تكن قد تلقيت لقاح فيروس الورم الحليمي البشري".

وقالت خدمة الرعاية الصحية في بريطانيا إن واحدا من كل ثلاثة أشخاص لا يأتي للفحص عند دعوته.

وأضاف المتحدث باسم خدمة الرعاية الصحية "يظل برنامج فحص عنق الرحم التابع للنظام الصحي الحكومي في بريطانيا وسيلة مهمة لحماية السكان، بما في ذلك أولئك الذين لم يتم تطعيمهم، من الإصابة بسرطان عنق الرحم".

"قلت لهم أن ينقذوني لأجل أطفالي"

تم تشخيص إصابة لورا فلاهيرتي بسرطان عنق الرحم هذا العام في سن 29 بعد تأجيل اختبار المسحة الروتينية.

وقالت "لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لم يكن متوفرا عندما كنت في المدرسة".

وأضافت "تم تشخيصي بعد إجراء اختبار مسحة روتيني. لقد قمت بتأجيله لمدة أربعة أشهر، وعلى الرغم من أنه لم يكن ليحدث فرقا في تشخيصي، إلا أنه يوضح مدى أهمية إجراء المسحة".

وقالت "قيل لي إن لدي خلايا غير طبيعية وأثبتت إصابتي بفيروس الورم الحليمي البشري، وكشفت المزيد من الفحوص إصابتي بسرطان عنق الرحم في المرحلة الأولى، مما أدى إلى استئصال الرحم".

وأضافت "جلست في غرفة وأخبروني:" نأسف حقا إنك مصابة بالسرطان". لدي طفلان صغيران وقلت" أريدكم أن تنقذوني، إنهم بحاجة إلى الاعتناء بهم ".

وقالت "ذهبت لأخضع لاختبار المسحة في فبراير/شباط من هذا العام. أشعر دائما بأنني محظوظ جدا لأني ما زلت على قيد الحياة."

  •  *جيمس غالغر
  • مراسل الشؤون العلمية والطبية بي بي سي

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص