تاريخ غير مشرف

الجيش اليمني تاريخه غير مشرف، لا استطاع الذود عن حدود سواءً كانت برية أو بحرية ولا حتى حمايتها من المهربين والمتسللين ولم يستطيع حتى حماية ما يسمى بالدولة ، فبعض تشكيلاته انهارت واستسلمت سريعاً ولم تصمد طويلاً امام الحوثيين رغم الإمكانيات الضخمة المرصودة له وامتلاكه لترسانة من الأسلحة والبعض الأخر فتح الباب على مصراعيه للمليشيات الحوثية.

جيش كل همه ابتزاز المواطنين ونهب الأراضي لحساب قياداته والقمع والظلم والنخيط وحماية الفاسدين والقتلة والتهام معظم الموارد على حساب التنمية، وكان أكثر من نصف المسجلين في كشوفاته اسماء وهمية موجودة على الورق وغائبه على ارض الواقع ومستحقاتها تذهب الى جيوب كبار القادة وهذا فساد سائد ومتعارف عليه في مؤسسة الجيش.

المليشيات الحوثية وهبت اليمنيين فرصة لا تعوض لبناء جيشاً وطنياً قائماً على أسس منهجيه سليمة.. جيش وطني حقيقي ضامن وجامع يستوعب كل الأطياف والمكونات ولا يُهيمن عليه طيف معين بعد أن دمرت هذه المليشيات بنية الجيش المليشاوي السابق القائم على اسس عائلية طائفية مناطقية قبلية حزبية ، ولكن الشرعية لم تستغل هذه الفرصة الذهبية ولم تُفلح في بناء جيش وطني بعيداً عن الأليات العقيمة والعقليات العفنة التي اكتنفت بناء الجيش خلال العقود الماضية. 

نفس القبح ونفس المهزلة التي كانت تمارس سابقاً قبل الانقلاب تم استنساخها وتدويرها تحت غطاء الشرعية لا جديد نفس الأدوات الفاسدة والملوثة التي ساهمت مع الانقلاب في وصول اليمن إلى هذه الكارثة لا زالت تتصدر المشهد في معسكر الشرعية وتتحكم بمفاصل الأمور وقامت بتجميع الفاسدين وإعادة لملمتهم وتشكيلهم مره أخرى وتصديرهم الى واجهة المشهد من جديد، وبسبب الأليات العقيمة والعقليات العفنة المتحكمة بمفاصل الجيش فرط بالكثير من الأراضي لصالح المليشيات الحوثية والتي تم تحريرها بفضل تضحيات ومقاومة ابناء هذه المناطق وبدلاً من توجهه نحو صنعاء اولاً توجه نحو عدن في تكرار بليد وغبي لجرائم الغزوات والاجتياحات التي يحفل بها تاريخ اليمن ولا تُبشر تصرفاته تلك سوى بمزيد من التشرذم والانقسام، وحتى إذا دخلت قوات هذا الجيش صنعاء سيسقط الانقلاب فقط ولكن مشروع الهيمنة والاستحواذ سيظل ساري المفعول فالنظام القبلي العسكري المشيخي بأجنحته المختلفة والذي حكم منذ الانقلاب المبكر على الجمهورية في الستينات أجتاح الشرعية.

وهناك تعمد وتواطؤ واضح من قبل الجميع على إفساح المجال لهذا النظام للتغول في مفاصل الشرعية، فالجميع لديهم خلافات ضيقة أنية مع الجماعة الحوثية سرعان ما سيتم تسويتها عندما تكون الظروف مواتيه لذلك، ولكن ليس لديهم ادنى مشكله مع المنظومة المهترئة برمتها والتي ساهمت بشكل محوري ورئيسي في وصول اليمن إلى هذه الدرجة من البؤس والانحدار، وحتى غالبية الذين يئنون ويذرفون دموع التماسيح من تصرفات المليشيات الحوثية ليس لديهم ادنى مشكله مع هذه المنظومة المهترئة فقد تعايشوا مع تلك المنظومة منذ فترة طويلة واصبحت بالنسبة لهم من المسلمات والثوابت التي لا ينبغي المساس بها.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص