عن يوم الغدير في صنعاء

 كثيرةٌ هي الاحتفالات بالمناسبات الدينية التي لا يُجمع المجتمع عليها ومن الطبيعي حدوث خلاف فكري ومذهبي حولها وفي الغالب تصير مثيرة للجدل ومحدثة للانشقاق المجتمعي بسبب الخلافات السياسية ..

هذا الخلاف يتجاوز بعده المعقول بتبادل الاتهامات بين من يدافعون عنه ومن يعتبرونه ظاهرة شاذة.

الازمة هي في تحويل المناسبة الدينية الى صراع سياسي ومجتمعي وتكشف حجم الجهل الذي يدير المشهد ويتغافل عن الاحتياجات العاجلة والحيوية للناس، فصار من غير المقبول انفاق المال سواء كان عاما او خاصا على مناسبة لا تهم اغلبية المجتمع ولا تعود عليه بالنفع في الوقت الذي يعاني فيه البلد من الكوارث الطبيعية وتلك التي صنعها التخلف  الانساني والتعصب المذهبي والفكري.

يوم الغدير مناسبة لا تعني ولا تهم اغلبية اليمنيين وكان من الممكن ان تمر مرور الكرام لولا ان اصرار

‏ الحوثيين على جعلها مناسبة وطنية مفروضة على الخلق صارت تثير قلقا عند الناس من نموذج جديد لم يعهدوه وحتما لن يقبلوه وسيزول بزوال سيطرتهم على السلطة.

ان استخدام القوة وقسر الناس على المشاركة في المناسبات الخاصة يعيد الى الذاكرة الاحتفالات "الوطنية" بعيد ميلاد هذا الحاكم او ذاك

مع كل التبجيل للامام علي كرم الله وجهه، ولكني ادرك ان القضية تحولت الى فعل سياسي لحشد الناس وحشو جماجمهم بما لا يعود بالنفع عليهم مهما حاولت قيادات الحوثيين القول بغير ذلك.

كيف لو كان الحشد القسري وما تم أنفاقه لجلبه موجها لانقاذ صنعاء القديمة وتنظيف المدينة والشوارع!

هنا يكمن الفرق الجوهري بين الحكم الذي يهتم بالوطن وذلك الذي يهتم بالمذهب واساطيره!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص