حفل كلية اللغات

كان سبتمبر هذا العام وهّاجاً بكل معنى الكلمة، وهذا الوصف أطلقناه أيضا على سبتمبر في العام الماضي (العيد 57)، والذي قبله والذي قبله.

لكن الأروع حقا أن كل عيد سبتمبري يأتي أقوى من سابقه، في تصاعد بياني مذهل ينم عن اتساع رقعة الوعي التي صارت تعبر عن نفسها شعرا ونثرا وغناء وابداعات لا حد لها.

الرائع أيضا أن هذا احتفاء شعبي محض ليس مدفوعا بترتيب رسمي ولا بأي دعم من اي نوع.

احتفاء طوعي ممتد على طول الخارطة الوطنية وحيثما يتواجد اليمنيون في أقاصي الأرض ومغاربها.

احتفاء داخل كل بيت وداخل كل قلب، في رسالة شعبية عميقة الدلالة أن سيل الشعب سيكون أقوى وأجدى من كل عاصفة.

وسط هذا الكرنفال الشعبي الكبير كان حفل كلية اللغات بصنعاء، نجم العيد ال58، والذي أقيم يوم الـ26 من سبتمبر.. ملايين المشاهدات لأغنية الخريجين وهم يهتفون: أرواحنا دماؤنا تفديك يا يمن.

الساحر الذي كان يعزف الكمان في مقدمة الأغنية، بعد لمسة خفيفة من عازف الجيتار.

المصور المبدع الذي هبط من السقف الى الواجهة، الطالبة خديجة خالد وهي تسرق مسامعنا مع أول شدو لأولى كلمات الأغنية، زميلاها عمر البعداني وهنادي العراسي، زملاؤهم الذين رددوا بشموخ، والجمهور الذي صفق بجنون، ونحن الذين سكبنا دموعنا في كل مكان وأعدنا السماع مرات.

دفعة العظماء -دفعة أيلول- أضفت على العيد عيدا.

اقتسم الخريجون بينهم كُلفة الحفل، وبعضهم استدان أو باع شيئا ثمينا ليكون الحفل أبلغ من كل معنى.

نحن القابعون خارج سطوة الغبار أردنا أن نرفع معنوياتهم، لكننا ظهرنا أمامهم تلاميذ.

ولقد وصلت رسالتهم: "مهما يطول سيرها لا يأس لا وهَن".

شكرا يا نجوم أيلول.. شكرا يا رهان الحاضر والمستقبل، شكرا ألف شكر.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص