أقسم بالله العظيم

مجرد تشكيل الحكومة لا بعني نجاح اتفاق الرياض.
ما لم تعد الشرعية كلها إلى عدن فإن مجرد تسمية التشكيلة لا يعد نجاحاً.
مجرد عودة الحكومة إلى عدن ليس نجاحاً لاتفاق الرياض.. عودة الحكومة لتكون حبيسة قصر معاشيق دون إتاحة الفرصة لها للعمل ليس نجاحاً.
ضمن هذه الحكومة وزير يعتبر أن التشكيلة نجحت لأنه تغلب على منافس آخر في السباق نحو الحقيبة، أو تغلب على عراقيل وضعها آخرون في طريقه إليها.. هذا نجاح.. لكنه نجاح لشخص إزاء منافسه أو منافسيه، وليس نجاحاً للحكومة إزاء مهامها.
على الحكومة أن تعرف أن الناس محبطون من أداء الشرعية، وأن الحكومة تحتاج جهوداً مضاعفة لاستعادة ثقة الناس.
على مكونات الحكومة أن تعرف أنها حققت إلى الآن مكاسب حزبية، لكن الناس ينتظرون مكاسبهم التي هي مكاسب الوطن كله.
إذا تعاملت المكونات بمكايدات الساسة فإنهم يوقعون شهادة وفاة هذه الحكومة، وإذا فتحوا أعينهم جيداً، فإنهم سيعرفون أن النجاح يقتضي أداء مختلفاً.
على التحالف أن يعي أن نجاح الحكومة نجاح لأهدافه المعلنة، وأن فشلها يعني فشلاً لتلك الأهداف.
لا بد من تصويب المسار بشكل يكون فيه اليمنيون هم من يتصدون لمسؤولياتهم الوطنية، فيما يكون التحالف في موقع من يعطي الغطاء والدعم المطلوبين للنجاح، كما كان عليه الأمر في بداية المعركة التي فرضها الحوثي على الناس في ٢٠١٤.
وبهذا سيتخفف التحالف من كثير من الأعباء التي تحملها، وسيخوض اليمنيون معاركهم المختلفة بروح من يعرف بلاده وشعبه.
بقي أن نشير إلى رغبة الكثير – داخلياً وخارجياً – في رؤية هذه الحكومة تفشل، وإلى رغبة الأكثر في رؤية هذه الحكومة تنجح، ولو لم يكن للحكومة من حافز إلا معرفة تلك الرغبات لكان ذلك كافياً لتحفيزها للنجاح.
نعرف صعوبة المرحلة، ولكننا نعرف أن بعض الصعوبات هي من صنع أيدينا، ويمكننا أن نتغلب عليها يوم أن نتغلب على نفوسنا الأمارة بالمكايدات والمصالح الصغيرة.
نعرف جسامة المهام -عسكرياً وأمنياً وخدماتياً واقتصادياً- ولكننا نعرف أن تلك المهام هي تجسيد للواجبات الدستورية للحكومة، وبالتالي فالعجز عن القيام بها يمكن أن يطعن في المشروعية الدستورية للحكومة وللشرعية برمتها.
لا تفشلوا.. فربما كانت تلك الحكومة هي الفرصة الأخيرة لكم وللبلاد قبل الدخول في مرحلة أخرى لا أحد يعرف طبيعتها ولا معالم مساراتها المستقبلية.
تذكروا أنكم أقسمتم القسم الآتي:
“أقسم بالله العظيم أن أكون متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله، وأن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أراعي مصالح الشعب وحرياته مراعاة كاملة، وأن أحافظ على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه، والله على ما أقول شهيد”.
كنا نريد أن تؤدى اليمين على ترابكم الوطني، لكن سنتجاهل وسنتفاءل.. سنقول إن تنفيذ مقتضى القسم أهم من مكانه. “وإنه لقسم لو تعلمون عظيم”.
لا تفشلوا.. وفقكم الله.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص