الهزيمة حينما لا تعقبها انهيارات قيمية
حركت هزيمة كرة القدم بعض ردود الفعل لدى المجتمع الإنجليزي في الاتجاه النقيض لقيم التسامح والديمقراطية والتنوع الثقافي والسياسي والعرقي للمجتمع ، ولكن سرعان ما تم تطويق ذلك من قبل الحكومة والمجتمع بتكويناته السياسية والثقافية والاعلامية ، وحوصرت ردود الفعل تلك في زواياها المغلقة .
كان المجتمع في أشد حالاته وعياً بحاجته الى التمسك بقيمه السياسية والثقافية والانسانية الرفيعة .
الهزائم ، بطبيعتها ، كاشفة لتناقضات المجتمع ، أي مجتمع ، وأغوار النفس البشرية .. اللحظة التي تعقب الهزيمة هي لحظة اختبار قاسية ، وقد تكون أشد قسوة بما يتمخض عنها من تشوهات قيمية وخلقية إذا لم يتخلق على الفور رادع قيمي يجسد وعي المجتمع بحاجته إلى التعايش والتسامح والتنوع والتعاطي معها كظاهرة من ظواهر الحياة التي بها يعرف النصر في تعاقب لا يتوقف عند أحد بعينه ، وفوق هذا وذاك إدراك أن الهزائم المادية ، التي لا تعقبها انهيارات قيمية ، لا تدوم طويلاً .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص