ظاهرة الغش سلوك انحرافي يخل بالعلمية التعليمية
تعد مشكلة الغش في الامتحانات المدرسية من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي وأوسعها تأثيرها على حياة الطالب والمجتمع حوله والغش حلقة من متلازمة ثلاثية معروفة تتكون من الكذب والسرقة وخيانة الأمانة ، الغش خيانة للنفس وخيانة للآخرين وهو يبدأ في الامتحانات وينتهي إلى كل مناحي الحياة ، فلا شك أن الغش ظاهرة خطيرة وسلوك مشين والغش له صور متعددة وأشكالا متنوعة ابتداء من غش الحاكم لرعيته ومرورا بغش الأب لأهل بيته وانتهاء بغش الخادم في عمله وتعد ظاهرة الغش في الامتحانات والذي أصبح يشكو كثير من المدرسين والتربويين من إنتشاره ليس على مستوى التعليم الابتدائي فحسب بل تجاوزتها إلى المرحلة الثانوية أو فكم من طالب حصل على معدل عالي ولم يتم قبوله في اختبارات المفاضلة في الجامعات الحكومية بعض الطلبة يرمي من لم يغش بأنه معقد ومتخلف وجامد ولربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعد على الغش بأنه لا يعرف معنى الأخوة ولا التعاون كما أن العملية التعليمية وحدة مترابطة لا يمكن فصلها أو تجزئتها وهي تعتمد أساسا على ثلاثة أركان ( المدرس والطالب والمنهج ) والقصور في أي منها يؤثر في الآخر إذا فالطالب ليس بمعزل عن العاملين الآخرين،كما أن الطلبة لا يثابون عادة على أمانتهم ولكن يثابون على اجتيازهم للامتحانات بأية صورة من الصور ،وانتشار الغش في الامتحانات وغيرها رذيلة من اخطر الرذائل على المجتمع حيث يسود فيه الباطل وهو ضياع للأمانة يعد المدرس حجر الزاوية في العملية التعليمية وبقدر كفاءته تحقق التربية أهدافهاوتقوم المناهج بدور كبير في نفور بعض الطلبة من دراستهم لذا تعد ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية سلوك انحرافي يخل بالعملية التعليمية ويهدم أحد أركانها الأساسية وهو ركن التقويم إذ يعد الغش في الامتحانات بمثابة تزييف لنتائج التقويم مما يضعف من فاعلية النظام التعليمي ككل ويعوقه عن تحقيق أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها ويفسره البعض في إطار ( الغاية تبرر الوسيلة ) بمعنى اضطرار الفرد إلى اللجوء إليه بسبب أو لآخر ويفسره الآخرون بأنه بمثابة استجابة تجنبيه يحاول الفرد عن طريقها التخفيف من الضغط الذي يواجهه تجنبا للآثار التي تنتج عن فشله في الامتحان ويلقي البعض هذا السلوك على نمط التنشئة الاجتماعية التي تعرض لها الفرد طوال مراحل حياته بينما يلقيها البعض الآخر على النظام التعليمي المعول به فضلا عن عناصر العملية التعليمية كالمدرسين وصعوبة المنهج الدراسي او لطبيعة الحياة المدرسية ويلقي البعض الآخر تبعه الغش إلى الطلبة أنفسهم الذي يلجؤون إليه بسبب إهمالهم الدراسة ولا شك بأن ممارسة الطالب لسلوك الغش في الاختبارات لا يعد مظهرا من مظاهر عدم الشعوربالمسؤولية وحسب بل إفسادا لعملية القياس وتلويثا لنتائج الاختبار وبالتالي عدم تحقيق أهداف التقويم في مجال التحصيل الدراسي ، وخطورة الغش في الامتحانات لا تكمن في الجوانب المدرسية فقط كما يرى بعض الباحثين مثل سنتيرا (Centra, 1970 ) بل قد يتعداها من وجهة نظرهم إلى جوانب حياتية أخرى غير هذه الجوانب المدرسية حيث إن أولئك الذين يتعودون على عمليات الغش ويمارسون هذا السلوك طوال حياتهم التعليمية يخشى أن تتكون لديهم عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد تخرجهم
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص