( وفروا دموع التماسيح وكونوا مع تعز )
رأينا  و لمسنا حجم التضامن والتنديد الشعبي والجماهيري ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية بمحاولة إغتيال الدكتور أمين احمد محمود محافظ محافظة تعز الثلاثاء الماضي في العاصمة عدن وهذا التضامن والتنديد نتيجة متوقعة كما درجت عليه العادة كجانب انساني أومواقف ثابت تجاه رفض الممارسات والجرائم ؛   وبعضه يندرج تحت مسمى المجاملة او الضرورة خصوصا من جانب الاحزاب  تجنبا لأي تساؤلات قد يطرحها الشارع المتابع والواعي تماما لما يدور  رغم المغالطات التي تسوقها بعض القوى السياسية في مواقفها المتناقضة  ما بين مواقفها النظرية  وممارساتها على ارض  الواقع . أنا كنت واحدا ممن لم يرسل للمحافظ أي رسالة خاصة للاطمئنان عليه  بعد أن رأيت سيل من الدموع والكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؛ وان كنت قد اطمأنت عليه بشكل غير مباشر ؛ لكني تابعت جيدا كل ما كتب في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية و بيانات الأحزاب متابعة فاحصة ومتأنية  ؛ قرأت ولمست وميزت بين حقيقة المشاعر للمواطنين البسطاء والناشطين الفاعلين ومنظمات المجتمع المدني التي تنشد مشروع الدولة  وبين المداهنات التي وردت في بعض  بيانات أحزاب وقوى سياسية ممارساتها على الأرض بعيدة كل البعد عن ما ورد في بيانات ادانتها لعلمية الاغتيال الفاشلة . بالمختصر أمين احمد محمود "الانسان" ممتن لكل المشاعر والاحاسيس الانسانية لكنه لا يحتاجها كضرورة  لأن المشاعر والأحاسيس  لا تبني دولة ،   بمقدار احتياج أمين محمود "المشروع " لنوايا صادقة وأفعال على الأرض تدعم توجهاته الحقيقية في استعادة مؤسسات الدولة واستكمال تحرير تعز ودعم خطواته الحقيقية في اصلاحات حقيقية داخل المنظومة التنفيذية المدنية او المؤسسة الامنية والعسكرية التي تعاني اشكالات حقيقية وتخمة فساد كبيرة لاتخدم الشرعية ولا تعزز حضور الدولة بقدر ما تعمل لصالح اجندة حزبية ضيقة تحاول أن تستنسخ التجربة الحوثية وثقافة الاستحواذ  والانتصار لمشروع وهم الخلافة تحت غطاء شرعي . جاء أمين محمود لهذه المحافظة متجردا من حزبية ضيقة لم تجلب لهذه المدينة سوى الخراب والضياع والارتهان لقوى المركز المدنس ومافيا الحروب ومشاريع غسيل الاموال  ، وهو ما أربك حسابات تلك القوى فعلمت على تجييش أدواتها الاعلامية والمسلحة في مواجهة مشروع الدولة و تعزيز الحضور الشكلي لها من خلال سلوكيات تجسدت على الأرض بما يخدم استكمال سيطرتها على مفاصل القرار وتحقيق المكاسب السياسية التي تمكنها من استكمال السيطرة والبدء بمرحلة جديدة وجولة صراع تربك حسابات الحكومة الشرعية وتجعل من تعز ملف ضغط   لا يحقق لتعز سوى المزيد من الخسارات والمزيد من المعاناة وهي المحافظة التي قدمت التضحيات  في استعادة الشرعية كما لم تقدمه أي محافظة أخرى . يا سادة ...كفوا بكاءكم ونحيبكم على حادثة كتب لمحافظنا الأمين فيها السلامة  فهو ليس بحاجة إليه ؛ ولتكونوا أكثر صدقا بوقوفكم بجانبه من أجل مرحلة جديدة تنتصر لتعز ومشروع الدولة ؛ فالشارع التعزي قد ضاق بكم وبأساليبكم ذرعا ؛ كونوا مع أمين الدولة والمشروع لتنتصر تعز ؛ واحتفظوا بدموع التماسيح فلسنا بحاجة لها ؛ فالشارع التعزي كله اليوم  أمين محمود وخاسر من يقف في مواجهة الشارع مهما كانت ادوات قمعه وأسلحته الباطشة .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص