عيد الحب وحفلة التيس

في المدارس والجوامع والجامعات وفي الأحزاب والتنظيمات والجماعات نتعلم فنون الكراهية ! ووحدها الطبيعة تعلمنا فنون الحب !

بمناسبة عيد الحب : شاب في النادي عمره 22عاما سألته: هل تحب؟

قال : استغفر الله

سألته ثانية وأنا أضحك وقلت له : لاتحرج مني فقط قل لي هل أحببت أم لا؟ كلمة وجوابها

قال وقد رفع نبرة صوته: لاااااا أنا مؤمن !.

بمناسبة عيد الحب؛ ونيابة عن كل اليمنيين أحبك يايمن.

حفلة التيس كان عدد أعضاء فريق المشي هذه المرة ستة عشر عضوا، وكان ثمة إقتراح بأن نفرق قيمة تيس ونقيم حفلة في الليلة الأخيرة "حفلة التيس".

لكن البعض كان يعارض ويعترض بحجة ارتفاع أسعار التيوس، والبعض لأنه لم يحسب حساب التيس.

وثمة من تخوف وقال محذرا بأن ثمة من يتربص بفريق الهاش الدوائر، وينتظر الفرصة للإنقضاض عليه وتشويه سمعته، وهو يبحث عن أدنى دليل؛ يثبت من خلاله عمالته وتورطه بقوى داخلية أوخارجية!، وأنه فيما لو رأى هذا البعض رأس أو كُعل التيس المذبوح لأتخذ منها دليلا على أن ثمة جهة مشبوهة تمولنا بالفلوس وبالتيوس. 

وعندها فإنه حتى أولئك الذين كانوا يتعاطفون معنا حين يروننا ونحن نلتهم التيس، سوف يصدقون التهم الموجهة ضدنا، وإن هم لم يصدقوا سوف يدفعهم الحسد إلى اتخاذ موقف معادٍ لفريقنا، وسيكفون عن مساندتنا والتعاطف معنا.

وهناك من رأى بأن رحلتنا من دون التيس لن يُكتب لها النجاح ورفع هؤلاء شعار: التيس أولا، وظهر الانقسام واضحا وحادا داخل الفريق، ثلث الأعضاء مع التيس وثلث ضد شراء التيس وثلث لا مع ولا ضد. كنت أنا والمشاء طاهر أثناء انتقال الفريق من منطقة المياه الباردة إلى منطقة المياه الحارة قد مررنا في طريقنا إلى المخيم على عشّة الراعي وطلبنا منه أن يرينا التيوس التي لديه، كانت جميعها صغيرة باستثناء تيس واحد وجدناه مناسبا وسألناه عن سعره فقال 25 ألفاً وبعد المبايعة استقر السعر على عشرين ألفاً، وعند وصولنا إلى المخيم أعدنا طرح قضية التيس من جديد وحدثناهم عن التيس الذي بايعنا به وكيف أنه مناسب من حيث الحجم والسعر لكن الخلاف تجدد والنقاش احتد. 

وقال بعض المشائين بأن هناك بالقرب من مخيمنا رعيان لديهم تيوس أكبر من تيسنا وأرخص وراح هؤلاء يسألون الرعيان وأولادهم عن التيوس وفيما كان لديهم تيس للبيع وكان الرد بأن التيوس صغيرة ومازالت في طور الرضاعة، وفي المساء كان راعي الغنم قد ضاع له تيس فراح يبحث عنه ولم ويبدو أنه لكثرة ما ثرثرنا حول رغبتنا في شرائه شك بنا وقد فاجأنا بزيارة إلى مخيمنا ونحن نتعشى علّه يقبض علينا متلبسين بأكل تيسه الذي ضاع، لكنه حين وجدنا متحلقين حول صحون مليئة بالفاصوليا أنسحب عائدا إلى كهفه وحينها قال البعض : إما نكون أو لا نكون، إما أن نقدم على شراء تيس وإما أن نكف عن الثرثرة حول التيس ونجلب على أنفسنا الشبهات. 

وبعد أن كنا منقسمين ومختلفين ومترددين تردد هاملت في مسرحية شيكسبير "هاملت" أجمعنا في صباح يوم السبت على رأي واحد وهو أن علينا أن نختتم رحلتنا ب "حفلة التيس" وعندها دفع كل واحد فرقه باستثناء ثلاثة طلبة أعفيناهم من الفرق. 

دفعنا للراعي قيمة تيسه عشرين ألف ريال وألف ريال مقابل ذبحه وخلسه وكان أن تكرم معنا فأعارنا قدرا نطبخ فيه التيس لكن الكابتن سعيد السروري أضفى على التيس شيئا من سحره فقد طبخه بمزاج رائع وعلى طريقة الهاش حتى أن رائحة المرق تفشت وأنتشرت وعبرت الوادي مثل سحابة من العبير! .... الكل يحشو عقله بالأفكار وأنا استسلم لتيار الماء ينظف عقلي من الأفكار. نظيفا أريد أن أعود إلى المدينة بعقل يشبه عقل شخص أبله وبقلب يشبه قلب طفل لم يلتحق بعد بالمدرسة!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص