طالب آﻻف من اﻹسرائيليين باﻻعتراف بقضية التجارب الطبية على اﻷطفال اليمنيين، واعتبارها إحدى الكوارث التي أصابت قسما من النسيج اﻻجتماعي اﻹسرائيلي.
وشهدت القدس أمس مظاهرة حاشدة شارك فيها اﻵﻻف مطالبين "من حيث المبدأ بأن تقدم الدولة اعتذارًا واضحًا لذوي هؤﻻء اﻷطفال، وأن تعترف بالظلم الذي وقععليهم".
وطالب المتظاهرون أيضا بتحديد يوم ثابت ﻹحياء ذكرى اختطاف أطفال يمنيين، وآخرين هاجروا من مناطق أخرى خمسينيات القرن الماضي وخاصة من دول الشرق اﻷوسط والبلقان.
وكانت وثائق نشرت اﻷسبوع الماضي، كشفت عن خضوع مئات اﻷطفال اليمنيين الذين هاجروا إلى إسرائيل قبل عقود، برفقة ذويهم، إلى تجارب طبية غير إنسانية.
وذكرت صحيفة "معاريف" على موقعها اﻹلكتروني أن منظمة تسمى "عامرام" معنية بهذا الملف، هي من يقف وراء تنظيم التظاهرات بالتعاون مع منظمات حقوقية أخرى، وأنها وجهت رسائل إلى جميع نواب الكنيست مطالبة إياهم بأن يعربوا عن موقفهم بوضوح من هذه القضية ، وان يشاركوا في التظاهرات.
وقال رئيس المنظمة وأحد مؤسسيها شلومي حاتوخا :"على الرغم من أن هذا العام شهد فتح اﻷرشيف واﻹفراج عن بروتوكوﻻت لجنة التحقيق الحكومية، لكن ينبغي على إسرائيل أن تحرز تقدما ملموسا في هذا الصدد، وأن تعترف وتقدم اعتذارا رسميا لعائﻼت اﻷطفال المختطفين".
ودعا رئيس المنظمة الحكومة اﻹسرائيلية إلى "اﻻعتراف بأطفال اليمن الذين اختطفوا كمفقودين وأن تتخذ بناء على ذلك الخطوات المطلوبة للعثور عليهم وإعادتهم إلى عائﻼتهم".
وفي هذا الصدد، قالت عضو الكنيست ميكال روزين، النائبة عن حزب "ميرتس" اليساري، والتي شاركت في التظاهرات :"بعد سنوات طويلة من التجاهل والنفي، آن اﻷوان لنسف جدار الصمت"، مضيفة "تعد مأساة أطفال اليمن والشرق اﻷوسط والبلقان المخطوفين جريمة بشعة".
وكشفت وثائق رسمية إسرائيلية، اﻷسبوع الماضي، أن مئات اﻷطفال اليمنيين الذين هاجروا ﻹسرائيل، خضعوا لتجارب طبية غير إنسانية، وذلك طبقا لبروتوكوﻻت لجنة التحقيق التي شكلت بشأن أطفال اليمن، لتصبح تلك هي المرة اﻷولى التي تظهر فيها دﻻئل حول هذه القضية.
وأظهرت صور نشرها اﻹعﻼم اﻹسرائيلي اﻷطفال في وضع غير إنساني، وقد كتب على جسد كل منهم طبيعة التجربة التي تُجرى عليه، ما يؤكد أن تلك التجارب كانت وحشية، وانتهت بموت بعض هؤﻻء اﻷطفال الذين عوملوا بمثابة "فئران التجارب".
وأشار المصدر إلى أن الحكومات اﻹسرائيلية عملت على طمس معالم هذه الفضيحة، وإلى أن أطفاﻻ "ينتمون لعائﻼت يهودية من اليمن وغيرها من دول الشرق اﻷوسط، تم اختطافهم في إسرائيل، تتراوح أعدادهم بين 1000 إلى 4500 طفل، اختفوا بعد هجرة عائﻼتهم في الفترة من 1948 إلى 1954".
وصرّحت الحكومة اﻹسرائيلية في يونيو/حزيران الماضي، أنها "بصدد تشكيل لجنة للتحقيق في تلك القضية وجمع الوثائق والشهادات بشأنها، بهدف كشف الغموض عن تفاصيلها بشكل نهائي".
إضافة تعليق