صحيفة لندنية تكشف أسباب الزيارة المفاجئة للحوثيين الى طهران

كشفت صحيفة لندنية بارزة أسباب الزيارة المفاجئة لوفد حوثي الى طهران خلال اليومين الماضيين برئاسة ناطقهم الرسمي محمد عبدالسلام . وقالت صحيفة العرب اللندنية وفقاً لمصادر يمنية أن الزيارة جاءت نتيجة سلسلة من الإخفاقات السياسية والدبلوماسية التي مني بها الوفد الحوثي المفاوض، بعد أن فشل في عقد لقاء كان وشيكا مع المبعوث الأممي إلى اليمن المنتهية ولايته إسماعيل ولد الشيخ أحمد في العاصمة العمانية مسقط وهو اللقاء الذي كان الحوثيون يعولون عليه في إعادة واجهة الأحداث والاهتمام الدولي. وأضافت أن جهود وساطة عمانية أخفقت كذلك في عقد لقاء مصالحة بين الحوثيين وقيادات بارزة من حزب المؤتمر الشعبي العام، وهي الجهود التي كانت تستهدف ترميم صورة الحوثيين. وبحسب الصحيفة فإن جولة كان الحوثيون يرغبون في القيام بها إلى كل من موسكو وبكين لكنها تعثرت، وهي أحد المواضيع الرئيسية التي طرحها الوفد الحوثي على وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، طالبا تدخل الدبلوماسية الإيرانية لإتمام هذه الزيارات التي تهدف إلى تحسين صورة الجماعة الحوثية التي تلقت ضربة غير مسبوقة بعد إقدامها على قتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وأمين عام حزب المؤتمر ورئيس وفده التفاوضي عارف الزوكا في مطلع ديسمبر 2017. وأشارت أجواء اللقاء الذي جمع ظريف بالوفد الحوثي عكست حالة الانهيار التي يعاني منها الحوثيون على مختلف الأصعدة، حيث تطرق اللقاء بحسب وسائل الإعلام الإيرانية لمساعي إحياء المسار السياسي، إضافة إلى الإشارات التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني بشأن إحياء مبادرة بلاده لإنهاء الحرب في اليمن والمكونة من أربعة بنود. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي اليمني فارس البيل قوله إن “الزيارة تكشف بجلاء تعمق إيران في التوجيه الحوثي وإدارة مشروعها التوسعي في اليمن، باعتبار الحوثية ذراعا إيرانية مهما حاولت هذه الحركة أن تحصر مشروعها في إطار البيئة اليمنية”. وأشار البيل إلى أن هذه الزيارة تأتي في ظل محاولة أممية ودولية لإعادة مسار التفاوض السياسي ومحاولة إعادة العلاقة بين الحوثيين وحزب المؤتمر الذي انقلبوا عليه ويرغبون الآن في تحويله إلى ورقة سياسية تسندهم، وهو ما لم يعد متاحا في ظل عجزهم عن إخراج أنفسهم مجددا كطرف مفاوض يتمنطق بالمؤتمر كما كان الوضع قبل مواجهات صنعاء. وتعليقا على حديث وزير الخارجية الإيراني عن مبادرة بلاده للحل في اليمن، قال البيل “إن الأمر يكشف عن حالة تناقض إيراني معهودة، حيث أن إيران هي سبب المشكلة في اليمن ولا يمكن أن تكون طرفا في الحل”. وأضاف “لم تعد الحركة الحوثية تخفي علاقة التبعية لإيران وهذه الزيارة العلنية تقود في تصوري إلى مرحلة قادمة من التفاوض تدخل فيها طهران بشكل مباشر كطرف مقابل للحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية، وتخرج المفاوضات ورسم الحلول من نقطة الصراع اليمني إلى نقطة الصراع المركزي، وهو ما قد يفيد في منح الأزمة اليمنية توصيفا أدق لمسمياتها وبالتالي سيضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة في فرض حلول ومسارات أكثر جدية لمستقبل اليمنيين أو فإن كل هذا التصعيد في كشف الأوراق سيعقد الحل أكثر حين يدخل الصراع في إطار لعبة المصالح والتوازنات”.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص