أهذي من تلفٍ وأكتب كل هذه القصائد لأن عائشة سطر مسكٍ فيها - عبدالناصر مجلي

كان علينا أن نغني بصوت طويل جداً حتى ندرك جيداً سر الوردة
كان علينا أن نرحل حتى تستطيع شمسهم
ان تتثائب دون مراقبة كما قيل لنا
رحلنا نحن القساة حد البكاء الى أول الماء
تسبقنا مواويلنا وكرائم الطير
كان علينا أن نغني ليلاً طويلاً لكي يستقيم عطارد في مداره
كنا قد خاصمنا وثنهم الشمسي الذي لاتعرف حرارته
جلود أطفالنا الذين يشبهون رضع أرانب البر
كفرنا بالنجم وشيبة القمر وحطمنا نوافذ سهيل
كي نخرج من جنتهم الكاذبة ومن حومة كهنة القتل والمرآئاة
بدو عصاة كنا نسعى الى منبع الفصاحة
نكره مراوغة الألوان إن لم تكن تحمل في شرايينها
هديل برارينا التي أقفلت بعدنا على نفسها الأبواب
ذهبنا صوت واحد لاينقطع من الشجن
وشمسنا المصنوعة بأيدينا تسطع من خضرة الأغاني والصلوات
أمتطينا صهوات الرواحل وذهبنا الى الضحى
ووراءنا كائن الظلام يخيم على الدساكر.
رحلنا ونحن نجوم المفازات البعيدة
الى مساءات الحكايا والأناشيد
ونصبنا خيامنا على حافة الحنين
وعندما يدركنا مخلوق التعب ننام ملء أجفاننا
وقلوبنا كائنات ساهرة لاتعرف الخوف.
 
أشياء مخجلة أحياناً وهواجس يجب التذكير بها
 
لابأس من سرد بعض الأسرار المنتهية الصلاحية مثل أن:
أ- الأشياء تمر مروراً مناسباً كما تقتضيه اللياقة على ظهري
كما لوكانت كائناً مليئ بالأصداف غادره البحر.
ب- العشيقة السوداء
غير مهتمة بالصدأ المتعاقبة عليه الأمطار في ديترويت السكرانة
المليئة بالعاهرات والقتلة الطيبين الذين يقسمون
بألهات مجهولات القبور متحفزى السكاكين
والكؤوس أمام عشيقاتهم بأن الصدأ
لم يصل الى قلوبهم بعد.. (كانت دافئة عندما لاتدرك مكائدي)
ج- الشاعر الذي يكتب هذه السطور هدته
سبع ثقال من شوق لمطر يغسل عورات جبال عجماء
في وطنه الموغل في الجغرافيا.
(الشاعر موبؤ بضرورة الشوق حتى تكتمل اسطورتة الجارحة).
د- الكحول برزخ مهزوز
مابين التجمد عند نقطة الاسئلة المجوفة
وما سوف يأتي به الصباح المشمر عن ساعديه البيضاوين
إيذاناً ببداية إسبوع مسنن بالعبودية.
)الكحول إناث شبقات مذابات في قناني متهيجة.(
هـ - .....................................................!!
نعم..
لابأس من ذكر فتاة أحبتني في الصف الخامس الابتدائي
أسمها عائشة!
)كانت تأتي عائشة بوجه يشبه صنعاء بعد المطر
فيذهب عني البرد وأسقط مغشياً في الطرقات
أهذي بأسمائها الألف).
 
كما ينبغي لمليك عربي أن يذهب الى الموت شاهراً سيفه
 
قذف بنفسه ذو نواس
آخر ملوك بني حمير في البحر
عندما دهمه الأحباش والفيلة
كان مجنوناً ببلاده
كان ملكاً متغطرساً كما ينبغي
لآخر ملوك العرب
كان يعشق الشواء في الهواء الطلق
(هل ليهوديته دخل في ذلك .. أعني إنجاز الأخاديد(!!
ما أدركه الآن
ان السجائر نفدت من علبتي
وأنستني تكملة القراءة التاريخية
لكبرياء أعسر.
 
دعوة محايدة خلت من فنون الولائم
 
هذا مساء محايد
وصل به الرعب الى درجة أشتكي فيها للسحابة خوفه
فأمطرت مجاملة على الرغم من أنف أغسطس المتعجرف
مساء إرتجالي لايضع النجوم القادمة الى الحفلة في مقامها المفروض
احياناً يجب إحترام النجوم خصوصاً إذا أتت
متزينة الى حفل حضرته مكرهة
هذا بكل صراحة مساء قليل الأصل
لايضع الكواكب في مقاماتها المناسبة.
 
عن البلاد الواقف امام المرآة تمشط وديانها
 
آه...
بلادي التي تستيقظ الآن من نومها
وتقوم بغسل أسنانها جيداً أمام مرآة الصباح
وتدعك بصابونة البحر إبطيها من الخمط والدوم
غسلت جسدها جيداً من بثور الحروب وبكتريا القتل
بلادي...
القادمة من جنوب جزيرة محاصرة بالرمل والأساطير
ذات الحكمة المدللة والعمر المسبوك من طين وادي سبأ
قلت بلادي التي لايعرفها سواي.
 
شرح متردد عن سطوع مخصي
 
الحشاشون المتوسدون ارائكهم
كانوا قبل ان يدركهم الاغماء
قد جدفوا كثيراً في النساء والنقود التي لاتأتي
وفي الله الذي كان يراقبهم برحمة لايدركونها
كانوا فعلاً
قد عبروا حدود المساء ليصلوا فخورين
الى انتصارهم السكران
لقد شربوا جيداً مثل أناس ذاهبين الى العطش
وناموا في أماكنهم تذرق عصافير الاحلام
على رؤوسهم المطوحة.
 
إنثى مغسولة بالكاكاو تنطق بالحكمة فوق سرير علماني
 
قالت الفتاة السوداء........!!
كانا في الفراش،...
كلمته عن الحب الأمريكي البارد المشاعر
والساخن الملامسة
وعن الصراخ الوحشي لحظة الموت على ضفاف المحارم
أسمعته شهيقها العلماني
فخرجت كل القبائل البدائية إستعداداً للغزو
ونهض المداحون من قبورهم لتأريخ الحدث .
كانت فتاة الشوكلاتة شجاعة
في قول آيات الجمر على فراش مثخن بالحرام
وأنا خاشع الانصات منتصب الأحاسيس!
 
الشارع العاشق المتأخر عن موعده بسبب السيدة فرانكا
 
ميتشغان أفنيو طويل مثل ليل يعلموه بداية السواد
والمطر يهطل غزيراً متصنعاً الغضب
مع أنه يود الذهاب لمشاهدة "شارون ستون"
ترقص عارية بجسدها الكافر في" الكازينو"
والبنت الحلوة المكشوفة الساقين حد الانهيار
كانت تحت مظلتها تنتظر الطرائد
كان مساءً مبلولاً لايصلح للقنص
لكن من يقنع فرانكا بالعودة الى البيت
بحذائها المستعار قبل هبوط القيامة!!
 
الذين هبوا صفاً واحداً الى الواقعة وفي أيديهم زهر القرنفل
 
ذهبوا إلى الحرب
مثل ضيوف ذاهبين الى حفلة
قبلوا نساءهم وطوحوا بالأطفال في الهواء
مزقوا الفضاء ضحكاً ودخاناً من جمر سجائرهم
تصنعوا شجاعة بدت مقنعة جداً في صورتهم
التذكارية التي مرت عليها عجلات ألف معركة مما يعدون
لوحوا بقبعاتهم الزيتية وأختفوا
تضج بين أصابعهم رائحة القرنفل وسكينة الكاكي
وعندما سكتت الضغائن لم يعودوا
كانوا قد صدقوا حتى آخر زهرة قصة الذود والبسالة
والعلم الذي يجب أن يظل خفاقاً في برية تضج بالجثث
وهاهم هناك
وحدهم الى الجهة اليسرى من العدم
ينتظرون بقية الضيوف!!
عادت الحرب الى بيتها وما عادوا
ماذا ينتظرون هناك وراء أحزان لايعرفون عنها شيئاً
بملابسهم العسكرية الباهته!!
 
أثر الحناء ساطع على الدرب الذي مرت منه المرأة المطر
 
رحلت المرأة القديمة المبخرة بالمطر وحقب عشر
فأنفرطت عرى القبائل تحت سقف المهالك البعيدة
وغادر الصيف مسرعاً إحتجاجاً على المفاجأة
كان قد آن الأوان لتذهب تلك المرأة البحر في طفولته
والقامة التي تشبه تهامة عند الضحى
رحلت في إستدارة كاملة بإتجاه آخر ملوحة بأنهار يديها
والقبائل الخارجة من رحمها تصطخب في هرج عظيم!
 
كرنفال محمى على أسياخ من زجاج فاره
 
يأتين فارهات الأجساد نافرات الرغبة
ثمة مكيدة في الأمر" ميتشجن أفنيو" وانا نعرف ذلك
تحت مظلة المساء تبدأ المطاردة
القطيع الأنثوي يستوثق بالزوايا
الزناة السكارى مثل قنافذ مأبونة
منكمشون في عرباتهم المقفلة يتربصون القنائص
والبوليس سمك قرش في مياه آسنة.
ثمة لعبة قاطعة الرغائب تمارس كل ليل
لها رائحة ضارية ومخالب نارية تجوس في العتمة
بحثاً عن جمر يود الانطفاء.
..................................!!
يأتين فارهات الحقائب
والأثداء
ومحافظ الحيض.
 
وحشة مهذبة الأنامل تشعل حرائقها في بيت قلبي المهجور
 
ماذا يحدث لو أنني تصعّدت الى محاق فارغ
وتسيدت أعناق العباد
وصرخت فيهم بما يشتعل في داخلي من نار
بما يئن في تجاويفي من فقد
بما يرتج في الذاكرة من وحشة مهذبة الأنامل
تكتب لي تاريخ شقائي المجيد
من ليال عبرتني الى غايات لم تنلها أصابعي
من حروق وعثرات وشهقات وأغان خافته
من عمر مطرزاً بالطعنات وحفلات بنات آوى
من أشواق وتهاليل وصلاة وانسحاق و.. بكاء
من مسامير جنتها الاطراف وغاصت عميقاً في الاحاسيس
من.. .
الكلب الذي نبح في وجهي ذات يوم
النهر الذي خانته الأسماك
البنت الثلجية التي أدفأتها مواجيدي
فأزهرت نرجساً وريحان.
.............!!!
ماذا يحدث لو أنني
لم أطرح إشتعالاتي على قارعة الطريق
أو أخبرت أحداً بمشاريعي الفاشلة
ماذا يحدث؟!!!!
 
وأخذت الحكاية نفسها ومضت الى أول الكلام وأمطرت
 
عبّاظة..
إمرأة بنيت بين جدائلها بيوت شاهقة
وأسوار كتبت عليها قصائد الغزل
وأرسلت بالفاكس الى مكاتب الرواة
بنيت عام الديك
وأفسد أهلها في موسم اليمامة.
في خريف القصاص تسلق عباظ الأول الى قمة سمارة
وفي منتصف البرد ركب السحابة المتوجهة الى نقيل الشيم
لم تنم عباظة أبداً كما أخبر الرواة
لكن عظام الجد الاكبر وجدت منثورة
في أراضٍ بعيدة عن موطن الأجداد
فقامت الحرب ....!
لاحقاً ستصل التفاصيل
الجراد التي وصلت متأخرة الى أغنية الحقل الريان
معاهدات السلم النائحة
على أرائك مستوردة من بلاد صعبة التهجئة
...............!!!!
عبّاظة
أستيقظت من أحلامها
لتجد عند بابها جثث كل فرسان الارض مفقؤة الأعين
فمشت عليها موقنة بالظفر
وفي أقرب فندق وضعت أحمالها
الجبال والسهول وأغاني الطير
وترجلت عن مواسمها وذهبت في نوم رئاسي مهيب
من يوقظ عباظة من أحلامها المسفوحة الدم
والمدججة بفيالق الجداجد وزهر الحديد!!
 
من عواء ملحن تبدأ كتابة الغابة في بذلتها الأنيقة
 
أقبلت الذئاب
مستثارة سائلة المخاط في المناديل
يسبقها عواء ملحن الأوصال
سدت المنافذ بروائح الكلونيا الصارخة
وحجبت ربطات الأعناق
خيول الضؤ من النفاذ
الذئاب التي علمت على مهل
مبادئ النهش باردة الأعصاب
مشدودة الأصابع على قوارع النار
تتقدم بثبات مهول الى الهاوية
هاوية
صنعتها حماقات خاصة
تنهض من نومها الأن
.....................
الذئاب؟!!!!
-------------------
ديترويت - صيف2000
* شاعر وقاص وروائي يمني أمريكي
- هامش:
ميتشجن أفنيو: شارع رئيسي في ديترويت
سمارة: سلسلة جبلية شاهقة تقع في وسط اليمن
نقيل: تعني في العامية اليمنية، الطريق المعبد في جبل
الشيم :جبل شاهق يقع في وسط اليمن.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص