في حوار مع المستقبل أونلاين :

الشاعر سلطان عزعزي : مفهوم المثقف مازال مفهوم ملتبس غير قابل للتحديد

الشعر عنده هو الادهاش من حيث الصورة والمعنى والموسيقى والتمثل للقيم الجميلة؛ اصدر نهارات منخفضة 2004ولديه صنعاء وثقافة المكان معد للطباعة بالإضافة الى دواوين اخرى يعمل عليها حاليا انه الشاعر والناقد سلطان عزعزي الذي التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار

- من هو سلطان العزعزي الإنسان ؟

- سلطان سعيد عزعزي ..اب لخمسة اولاد وبنت ..مواطن يمني يحلم بأن يعم الخير والسلام والأمن ربوع الوطن اليمني وان يسود الوئام والإخاء بين جميع أبناء الوطن الواحد .. ويسود الاستقرار والخير وان تتوقف الحروب وتموت الضغينة وتنتحر الاحقاد وتزدهر السكينة وتظلل كل شبر في الأرض اليمنية .

-  ماذا بعد نهارات منخفضة؟ وهل مازالت نهاراتنا منخفضة ؟

- نهارات منخفضة -هي الاصدار (الشعري) الأول الصادر عن وزارة الثقافة 2004 صنعاء عاصمة الثقافة ..بعدها كنت اعكف على إنجاز كتاب ثقافة المكان وهو اشتعال على مدينة صنعاء القديمة وما تكتنزه في طبيعتها المعمارية ونقوشها وشواهدها البصرية والتاريخية واثارها من إرث ثقافي فني غزير ما يزال بحاجة إلى مقاربات قرائية واشتغال يبرز ما يزخر به هذا الطراز الفريد للمدينة من تداخل ثقافي وحضاري ظل محافظا بصمته الخاصة و صامدا في وجه الزمن ...إلى جانب كنت اشتغل على جمع محاولاتي القرائية واسهاماتي النقدية المتواضعة لأضعها في كتاب...بالإضافة إلى جمع مقالات وكتابات إسهامات كتابية في الصحف ومنها عمود آفاق في صحيفة الجمهورية الثقافية ...لكن للأسف كل هذه المشاريع اوقفتها .....أما عن نهاراتنا سنظل نحلم ونطمح أن لا تكون منخفضة ...مع اننا لم نعد نسرف في الحلم بحثا عن نهارات شاهقة الارتفاع.

وكتاب صنعاء ثقافة المكان ..لايزال مشروع قائم غير أنني مع الوقت بدأت أشعر أنه بحاجة إلى جهود إضافية علي القيام بها لإنجازه بشكل افضل.

  • أين دور المثقف اليمني من الحرب والاقتتال الدائرة الان؟!
  • للأسف الشديد ..ان المثقف اليمني في الغالب لازال مرتهنا واسيرا يدور داخل دولاب المشهد السياسي ويتخندق داخل احد خاناته هنا أو هناك مع هذا الطرف أو ذاك ،قلة نادرة من المثقفين الذين ينؤون بأنفسهم عن التبعية  لأطراف الصراع ..السياسي فبدلا من أن يتحول دور المثقف إلى القيام بنزع شظايا الاحتراب من الجسد اليمني ..صار يسهم بهذا القدر او ذاك إلى زيادة الشظايا ..بدلا أن يتحول المثقف إلى ضمادة لإيقاف نزيف جراح الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد ..راح البعض يعمل على إدامة واطالة أمد النزيف ..بدلا أن يصطف مع وطنه الكبير راح ينقسم لموازرة طرف سياسي محدد على حساب موقفه الوطني المنتظر كداعية للسلام والمحبة .

 

  • هل التهميش الذي يعيشه المثقف قدر مفروض ام كان له دور في التهميش؟

 

  • أعتقد انه وان كان ثمة تهميش لدور المثقف ...فإن المثقف أسهم إلى حد كبير في هذا التهميش...وقبل أن نجيب دور المثقف علينا ان نقف على مفهوم المثقف نفسه، فهو لايزال مفهوم ملتبس غير قابل للتحديد والتعيين ..فمن هو المثقف هل هم تلك الشريحة التي حصلت على قسط من التعليم والمعرفة.. أم هم أولئك الذين يعملون في المؤسسات الثقافية والتعليمية والاعلام...أم هم أولئك الذين يسهمون  في صناعة وصياغة الرأي العام ..أم أولئك الذين يشتغلون في المجال الفكري والأدبي والشأن الثقافي والإبداع الأدبي والفني ...ولكي لا نتوه سنفترض أن الحديث عن المثقف هو الذي ينصرف على المهتمين بالشأن الفكري والسياسي والثقافي والاكاديمي العام...وهؤلاء أغلبهم أما يتبعون المؤسسات التي يعملون ضمنها او يتبعون منظومات سياسية وحزبية وجهوية وفئوية ما أن يبرز انقسام سياسي في المجتمع نراهم يسارعون الى الالتحاق بمكوناتهم السياسية ..إلا ما ندر......اعتقد أن غياب دور المثقفين اليمنيين وعدم انتظامهم في كتلة وطنية إنسانية تعلي من شان الوطن والإنسان وقيم التعايش والمحبة على ما عداها ..غياب هذا الدور ما جعلنا نشهد هذا التشظي والانقسام ويطيل من عمر الاقتتال والحرب .فصوت المثقف تبتلعه الجهة التي تبعها أما حزب أو جماعة أو تيار سياسية اومنظمة فكرية ...ان المسافة تكاد تلتغي عند الأزمات والحرب بين المثقف وتحيزاته السياسية والفكرية ...وهذا ما يجعل الحرب والصراع قابلة للاشتعال أمام بوادر كل أزمة سياسية يفترض بالمثقف الحقيقي يقف مع وطنه الكبير وهو صوت الغالبية  .فحين تخطي أحزاب وتيارات على المثقف أن يعلن وقوفه مع وطنه الكبير وشعبه لا ان يتحول إلى بوق دعاية للحرب مع هذا الطرف أو ذاك...و في تقديرنا بقاء الانقسام الداخلي بين اطراف الداخل اليمني يسهم في تقديرنا في تنشيط عوامل التدخلات الخارجية ويضاعف وجوده ..وعلى اليمنيين أن يتصارحوا بدلا من أن يتصارعوا وعلى شريحة المثقفين أن تكون عامل في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة .

أن تكون شاعر يعني أن تحاكي العالم في شكله المتفجر بالحروب ..اعرف اصدقاء تركوا كتابة الشعر ..والتحقوا بكتائب الحرب ..أما كإعلاميين وأما كمقاتلين ...ضاقت ببعضهم مساحة العيش وفقد الكثير منهم مصادر دخله ...وانسدت أمامه كثير من العيش وفرص العمل التي كانت متوفرة في زمن السلم ......

  • ماذا عن القصاير الي بعرف بها سلطان عزعزي ؟
  • القصاير ..هو مصطلح أحببت ان أطلقه على بعض محاولاتي في الكتابة (الشعرية) ..وهو مصطلح لا اعرف مدى صحته ...ولدي ما يقارب مجموعة شعرية في هذه التجربة ..أحاول من خلالها كتابة النص القصير المكثف ..ولست متأكدا أن كان يصح تصنيفها شعرا أم نثرا ...أم شيء آخر.

- وهل لنا أن تقرؤنا بعض منها ؟

- لا يحضرني الان نصوص من قصاير ...

- من من الشعراء الذين يميل لهم سلطان عزعزي ومدارسهم الشعرية ويقرأ لهم الآن ؟

- شعراء كثيرون اميل إليهم ..ومن مختلف الأعمار والمدارس الشعرية ...ولا يحضرني الان أسماءهم جميعا ..

- ماذا عن القراءة الورقية وعلاقة سلطان عزعزي الكتاب الورقي ؟

- القراءة لم تعد شغفي الأول كما كانت سابقا ...للكتب الورقية ..اعتقد أن الوجبات السريعة والخفيفة التي توفرها وسائل ومواقع التواصل والكتب الإلكترونية أخذت حيزا من الاهتمام وزاحمت الكتاب الورقي.

  • كلمة أخيرة لسلطان عزعزي ؟
  • كلمة أخيرة اتمنى أن تتوقف الحرب في بلادنا وان يعم السلام والأمان وان تتذكر أطراف الصراع انهم يمنيون وان لا أحد يستطيع أن يلغي الاخر أو يمنعه من حق الحياة والعيش ..وان يتفهموا أن الاختلافات رحمة ويمكن إدارتها .والعيش معا تحت سماء وراية الوطن اليمني الواحد....كما اشكرك اخي وصديقي عزالدين واتمنى لك التوفيق والسداد.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص