في حوار مع المستقبل أونلاين :

الشاعر الشاب صلاح الورافي : علاقتي بالمقالح جيدة ولها تأثير كبير على تجربتي الشعرية

صلاح الورافي شاعر متحفز يتحدى اللحظة وإيقاع النص ليصنع تجربة شعرية متميزة ، له حضور متميز على صفحات التواصل الاجتماعي والجماعات الابداعية اليمنية والعربية على حوائطها بعد أن اختفت الصحافة الورقية بفعل الحرب ، صلاح الورافي هو نفسه صلاح المتفرد لا سواه ليس نسخة من شاعر آخر ولا تجربة أخرى يكتب نفسه نصا جديدا ومتميزا ، التقيته قبل سبع سنوات عجاف في منزل الشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح حين قرأنا في حضرة الشعر نصوصا راقت لشاعر اليمن العظيم من يومها وحتى اللحظة قفز صلاح الورافي بحضوره الشعري ليحلق عاليا في سماء قصيدة النثر وكان لنا في المستقبل أونلاين معه هذا الحوار المتميز :

-  من هو صلاح الورافي تحت المجهر ؟ وبدون أي رتوش ؟

صلاح الورافي

خريج آداب قسم تأريخ

شبكات حاسوب

ويقال كاتب أو شاعر أو أديب

يقال ولا أصدق هذا

- البدايات الأولى لصلاح الورافي ؟ وما الذي جعلك تتجه للشعر دون سواه؟

كانت البدايات في الكتابة مطلع العام ٢٠١٤م حيث آثرت الرفقة الأدبية كثيراً في بداياتي وكان لبعض الأسماء فضلٌ باتجاهي للشعر منهم بلال ثابت وزين العابدين الضبيبي وعبدالرقيب الوصابي ويحيى الحمادي وجلال الأحمدي.

كان اختلاطي المتكرر بهم هو العامل الأكبر في اتجاهي للشعر دون غيره من الأجناس الأدبية .

- لماذا اتجهت لقصيدة النثر دون سواها ؟

- كانت لي في البدايات محاولات مموسقة لكنني لم أجد نفسي فيها حيث أن الفكرة لم تكن تشبع ذاتها مع وجود قيد الموسيقى وفي بعض الأحيان كانت الموسيقى تنهي النص قبل أن تكتمل الفكرة ، ولا أحب أن يكون النص محشواً متكلفاً من أجل إرضاء التفعيلات أو البحور لذا اتجهت للنثر، هذا الفضاء الحر والقادر على منح الفكرة حقها دون مبالغة أو نقص.

- علاقتك بالدكتور المقالح وقد التقيت بك مرة هناك قبل سبع سنوات تقريبا ؟ هل كان لقربك من الشاعر الكبير تأثيرا على تجربتك  الشعرية ؟

- إن علاقتي بالمقالح جيدة ولها تأثير كبير على تجربتي الشعرية، أذكر حين قرأت أول نصٍ لي في بيت المقالح عام ٢٠١٤م، كيف أنه احتفى بنصي وشجعني كثيراً وكان يكرر حينها ( شعر شعر شعر )، وكثيراً ما كان يطلب مني أن أقرأ نصاً من نصوصي، وكذلك حين طلب مني أن أجمع نصوصي وأحضرها له مجموعةً كان هذا في ٢٠١٧م، ثم فاجأني بعد فترة بتقديم لهذه النصوص وطلب مني أن أعدها للطباعة ضمن مشروع معين لكن المشروع توقف وبقيت المجموعة سجينة حتى اليوم.

- أين يقف صلاح الورافي اليوم في ظل الكثير من شعراء النثر في المشهد الشعري اليمني ؟

أقف في الظل بعيداً عن التصخيب المبالغ، فأنا أكتب من أجل الكتابة

من أجل البقاء على قيد الحياة

لذا أقف بعيداً عن المشهد الشعري

بعد أن أصبح المشهد ملوثاً بإصدارات مزيفة تدعي الأدب، وبأناس يحاولون طمس الأدب من خلال كُتابٍ رديئين ونقادٍ لا علاقة لهم بالنقد أو الأدب.

- ماهي الصعوبات التي واجهتك في بداياتك الأولى وما تزال تواجهك كمبدع ؟

الصعوبات كثيرة ومربكة

يمكن القول أن الحرب أم الصعوبات

وأن الانتماءات التي تحاول فرض نفسها على الأدب كذلك

والحياة وقسوة تفاصيلها

واللوبي الخفي الذي يعبث بالثقافة في البلد ويحاول وأد تجارب أدبية حقيقية وإظهار أسماء ركيكة لتظهر على سطح المشهد الشعري

والأكبر من هذا المحسوبية والعلاقات في الأدب هذا الذي يجعل الكاتب منزوياً ينظر إلى انطفاءاته المتكررة.

- هل أثرت الحرب القائمة على تجربتك الشعرية ؟ وما هو التأثير ؟

بالتأكيد أثرت وما زالت تؤثر

فالحرب أثرت في كل جوانب الحياة للإنسان اليمني.

وللكاتب كانت عدوته الأولى فقد حاربت مخيلته وإبداعه وحاصرته تحت فكرة النجاة أكثر من أي فكرة إبداعية قد يكتب عنها

وجعلت شغله الشاغل التمسك بالحياة والهروب من الموت المتواجد في كل شارع وبيت

كما أنها تحاول أن تسحب الشاعر من انحيازه للشعب والشعر والبلد إلى أزقة الأطراف المتحاربة

حتى يصبح حطباً للحرب

ومن يتمسك بانحيازه لشعره والناس

فإن الحرب تجعله مهملاً

وتجبره على الركض وراء لقمة العيش

في محاولة لقتل الشعر داخله

- صلاح الورافي لمن يقرأ من شعراء قصيدة النثر الكبار ؟ ولمن من الشعراء الشباب في المشهدين اليمني والعربي ؟

في الحقيقة أنا غالباً أتهرب من القراءة لشعراء النثر الكبار خشية أن تتقيد كتاباتي وفق قالب أحدهم فأنا لا أجد تجربتي ناضجةً بالشكل الكافي بل وأرى أنها أقل من أسميها تجربة، فالتأثر وارد وأثره على الشاعر خطير، لذا أحاول الهرب إلى الآداب الأخرى وإلى الشعر المموسق، وأقرأ بين الحسن والآخر لبعض شعراء النثر من أجيال مختلفة في اليمن منهم جلال الأحمدي ووضاح اليمن عبد القادر وعبدالمجيد التركي وقيس عبدالمغني ومحمد البكري وغيرهم.

أجدك حاضرا في الكثير من مجموعات الشعر والكيانات الإبداعية على السوشيال ميديا والفيس بوك على وجه الخصوص ما مدى تأثير ذلك على وعيك الشعري وتجربتك الإبداعية في ظل التلاقح  الشعري لكثير من التجارب الإبداعية لشعراء النثر ؟

بالطبع يؤثر كثيراً على الوعي الشعري عندي، أذكر مرة حين سأل أحدهم الدكتور عبدالعزيز المقالح عن أفضلية شاعرٍ عن شاعرٍ آخر، كان رده واعياً وعلمني الكثير فقد قال حينها

الشعراء كالنجوم وكل نجمٍ يضيء في مكانه ولو نظر أحد للسماء لنظر للنجوم تملؤها وتزينها ولو أضاء نجم أكثر من نجم آخر فهذا لا يعني أفضليته في السماء.

لهذا فإني أرى أن التواجد بين هذه التجارب يزيد من توسيع المدارك الشعرية وينمي الوعي الشعري أكثر ذلك أن هذا الأمر ينمي عند الشاعر قدرته على التمييز بين الشعر الحقيقي والمحاولات  الزائفة لكتابة الشعر، وتجعله قادراً على قياس الصورة الشعرية والفكرة وبلورتها شعرياً.

- أين الاصدار الأول لصلاح الورافي ؟

سجين منذ العام ٢٠١٧م

كنت قد قمت بتجهيزه كما يجب واخترت له (أحزانٌ بمقاسات العابرين) عنواناً ورسم غلافه الفنان التشكيلي الراحل عبدالولي المجاهد ، وقد تم إجازة طبعه ضمن مشروع أعلنته وزارة الثقافة حينها ثم توقف المشروع.

وهذا الأمر حقيقةً مرهق  ، حيث أني أشعر بثقل كبير طالما هي سجينة وهذا الأمر يستنزفني كثير حتى أنني لم أقم بجمع النصوص التي كتبتها بعد ٢٠١٧م فقط أكتب وأنسى.

-هل أنت راض حتى اللحظة عن ما كتبت وتكتب؟

هذا السؤال يخيفني كثيراً

فأنا أكثر من قد سألني هذا السؤال

فأنا حقيقة لست راضٍ عن كل شيءٍ كتبته، وأتعجب غالباً من الاحتفاء الذي أجده حول نص من نصوصي في السوشيال ميديا، وأسأل نفسي كثيراً لمَ كل هذا المدح لهذه المحاولة القليلة أو تلك، وأخجل من الاعتراف بهذا وسط الاحتفاء، لذا أحاول أن أصدق أن ما كتبت يستحق حقاً

فلا أصدق ولا أرضى عن ما كتبت

- ماذا يعني أو تعني لك لحظة ولادة النص ؟

الكاتب لا يكتب النص كما يظن الكثير ىل النص هو الذي يكتب نفسه ويختار من يكتبه، لذا حين تسيطر فكرةٌ ما على عقلي ، يحاول النص أن يكتب نفسه من خلالي وقد يحدث هذا في دقائق ، وقد يطول الأمر لأشهر لذا يمكنك القول أن ولادة النص قد تصبح أثقل الأمور عندي خاصةً إن طالت فترة بقائه في مخيلتي ، وأشعر وقتها بأن جسدي لا يقوى على ممارسة الحياة الطبيعية ، وأن كل شيء يحاول أن يضغط على رأسي من أجل تحرير النص، ثم بعد كتابة النص أشعر أن رأسي خفيف ، وأنني قادر على التحرك بحرية ورشاقة .

- ماذا ينقص المبدع اليمني للحضور عربيا ودوليا ؟

في الحقيقة ودون الحاجة لصياغة أدبية للإجابة على هذا السؤال، يحتاج المبدع اليمني لثلاثة أشياء و وزارة ثقافة تدعم هذه الجوانب كما يجب ، و علاقات شخصية ومؤسسات إلى جانب التشبيك بين المؤسسات الثقافية المحلية بمؤسسات خارجية ، بالاضافة للدعم المالي .

- كلمة أخيرة للشاعر صلاح الورافي عبر المستقبل أونلاين؟

ثمة تجارب أدبية انطفأت وتجارب أخرى تنطفئ ، ومن الجيد أن تحاول بعض الصحف والمواقع أن تحافظ على هذا التجارب بعد أن أهملتها الجهات الحكومية المختصة، والمؤسسات الثقافية الأخرى المعتمدة على العلاقات والتزييف وتسطيح المشهد الثقافي اليمني.

كل الشكر للمستقبل أونلاين ، لهذه الالتفاتات الأنيقة للتجارب التي يلتهمها الظل  ، وللأنيق وضاح اليمن عبدالقادر لمحاولاته الكثيرة لإظهار تجارب شعرية مختلفة في المشهد الثقافي اليمني

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص