رحيل مؤرخ الإسلام والشرق الأوسط البارز برنارد لويس عن عمر تجاوز القرن

توفي المؤرخ الباحث المخضرم في شؤون الشرق الأوسط، برنارد لويس، والذي يوصف بأنه ترك أبلغ الأثر في تشكيل نظرة الغرب إلى هذه المنطقة، عن عمر يناهز المئة وعاما. تصف موسوعة المؤرخين والكتابة التاريخية لويس بأنه "أكثر مؤرخي الإسلام والشرق الأوسط تأثيرا بعد الحرب العالمية الثانية"، وكانت آراؤه أثيرة لدى مجموعة السياسيين الأمريكيين المعروفين باسم "المحافظين الجدد". عرف لويس بإهتمامه بالتاريخ الإسلامي والتفاعل بين الإسلام والغرب وقد ركزت أعماله على خطوط ومعالم تشكيل الشرق الأوسط الحديث، كالانقسامات العرقية، وصعود التطرف الإسلامي والنظم الاستبدادية، التي دعم الغرب بعضها. وخلف لويس أكثر من 30 كتابا ومئات المقالات والدراسات التي ترجمت الى أكثر من 20 لغة أخرى، كما اشتهر بتنقيباته في الإرشيف العثماني وكتاباته الغزيرة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية. تأثير في حياته الطويلة التي امتدت لأكثر من قرن عايش لويس أبرز الاحداث والتحولات في الشرق الأوسط، ما بعد الثورة العربية مطلع القرن الماضي، كإكتشاف النفط، وقيام دولة إسرائيل والحروب المتعددة بينها والدول العربية، وانتهاء بالربيع العربي، والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. تجاوزت شهرة لويس الأوساط الأكاديمية واهتم بدراساته الكثير من مصادر صناعة القرار في الغرب، وفي واشنطن تحديدا في اعقاب انتقاله للعمل في جامعة برنستون في عام 1974. وحظي بتكريم ورفقة كبار الشخصيات، على سبيل المثال لا الحصر، غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل التي استقبلته وأثنت على دعمه الكبير لإسرائيل، والبابا يوحنا بولص الثاني، وشاه إيران الراحل. وتقول صحيفة واشنطن بوست إن صداقة لويس، وتقاربة الأيديولوجي مع السياسي الامريكي وعضو مجلس الشيوخ هنري جاكسون، أحد صقور الحرب الباردة، فتحت أمامه أبواب صناع القرار في البيت الأبيض والبنتاغون وأعطته لاحقا مكانة أثيرة لديهم لا سيما في المرحلة التي سبقت غزو العراق في عام 2003. ولم يكن لويس يتردد، بحسب الصحيفة ذاتها، في تأييد اتخاذ سياسات صارمة إزاء الشرق الأوسط، على سبيل المثال مقولته الشهيرة "كن قاسيا أو أخرج"التي عرفت تحت اسم مبدأ لويس في "القسوة أو الخروج". بيد أن لويس نفى غير مرة تأييده لغزو العراق، قائلا إنه دافع عن تقديم مساعدة أكبر للأكراد في شمال العراق الذين وصفهم بأنهم حلفاء للغرب، كقوة موازية للنظام في بغداد. انتقادات واجه لويس انتقادات كثيرة، لاسيما في أوساط الباحثين الآخرين في شؤون الشرق الاوسط، وكان من أبرز منتقديه إدوارد سعيد، الذي وصف أعماله بأنها نخبوية وتميل إلى مصلحة التدخل الغربي في شؤون هذه المنطقة. ولد لويس في لندن عام 1916 لأسرة يهودية من الطبقة الوسطى، وعرف بولعه باللغات والتاريخ منذ سن مبكرة، إذ اهتم بدراسة اللغة العبرية ثم انتقل لدراسة الآرامية والعربية، كما درس أيضا اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية. بعد 15 عاما على الحرب: ماذا قال قادة العالم عن غزو العراق؟ وفاة أحمد الجلبي تسلط الضوء على إرث غزو العراق وتخرج عام 1936 من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS)، في جامعة لندن، في التاريخ مع تخصص في الشرق الأدنى والأوسط، ونال درجة الدكتوراه بعد ثلاث سنوات، من الكلية ذاتها في التاريخ الإسلامي. من كتبه التاريخية الشهيرة "أصول الاسماعيلية"، "العرب في التاريخ"،"الحشاشون فرقة متطرفة في الاسلام"، الاسلام في التاريخ" "اكتشاف المسلمين لأوروبا"، " الاسلام من النبي محمد الى الاستيلاء على القسطنطينية" و"العرق والعبودية في الشرق الأوسط: استقصاء تاريخي". ومن ابرز كتبه التي تناولت الشرق الأوسط الحديث: "مستقبل الشرق الأوسط" و"تعدد الهويات في الشرق الأوسط" و"ظهور تركيا الحديثة" و"تشكيل الشرق الأوسط الحديث". وصف لويس نفسه في حديث لدورية التعليم العالي عام 2012 "بالنسبة للبعض أنا عبقري كبير، وللبعض الآخر أنا تجسيد للشيطان".
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص