خُمس الحوثي يعمق الانقسام في المجتمع اليمني
تستمر جماعة الحوثيين في المضي قدما نحو تأسيس نظام عنصري من خلال تقسيم المجتمع لطبقات وإلغاء الهوية الوطنية، وتشريع قوانين تبرر استئثار الجماعة والموالين لها بموارد الدولة فقد أصدرت مليشيات الانقلاب .
 
حسب قرار ما يسمى المجلس السياسي الأعلى في التاسع والعشرين من أبريل الماضي، تضمن إصدار لائحة تنفيذية جديدة لقانون الزكاة اليمني الصادر في 1999، وإضافة مواد جديدة تفرض على اليمنيين دفع الخمس بما يعادل 20 في المئة من الموارد وتنظيم مصارف هذه الجبايات في خمسة أبواب يذهب ريعها إلى بني هاشم كما جاء في اللائحة حيث ينص القرار على إخراج الخُمس من النفط والمعادن والذهب والأسماك والمنتجات الحيوانية والعسل، ومن المحاصيل الزراعية والأرباح التجارية والثروة الحيوانية وغيرها من الإيرادات الخاصة بالمواطنين والشركات، وتخصيصها لصالح هذه الأسر، ما يضمن توريد النسبة من تلك الأموال لصالح قيادة الميليشيات ورموزها تحت مسمى "الخُمس"، في خطوة يسعى المتمردون من خلالها إلى نهب هذه الأموال العامة تحت مظلة أطروحات وفتاوى دينية.
ولعل من المؤسف جدا لم تكون تلك من حماقة الحوثي فقط بل لعل الكارثة الكبرى بأن هناك فتاوى تم التسويق لها في عام 2013 من أبرز علماء السنة كما جاء عن عبدالمجيد الزنداني رئيس مايسمى هيئة علماء اليمن لا شك إن هذا القرار يؤكد عنصرية الميليشيا الحوثية التي عادة ما تنكر اتهامات التمييز العرقي في صفوفها واحتكار المناصب والثروات وكذلك الوظائف المهمة وقصرها على الشخصيات التي تنتمي إلى الأسر الهاشمية من خلال هذه القرارات العنصرية التي تستغل الدين وتشوه الدين الإسلامي الذي هو دين العدالة والمساواة لا دين الطبقية.
 
والمؤسف أيضا أن الكثير من الناس ما زالوا يعتبرون هذا الإجراء جزءا من العقيدة في ظل صمت واسع من الكثير من العلماء في اليمن، والأخطر  لاسيما وأن الدين الإسلام لم يأتِ بمزايا للأقارب أو لسلالة أو لأسرة أو عائلة، وإلا لكان أولى الناس بالإسلام هم أقارب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أبو جهل وأبو لهب أول من يدخلون الإسلام لأن فيه مزايا لهم مثل الخُمس وغيرها من المميزات المالية الأخرى التي يسوق لها الحوثيون اليوم بهتانًا وزورًا، ولكان صحابة رسول الله بلال وصهيب وعمار بن ياسر من ألد أعداء الإسلام كونهم من أبناء الطبقة الكادحة والمسحوقة والتي كانت تعاني ظلمًا واضطهادًا من كبار سادة قريش، ولكن الذي حدث هو العكس لأن الإسلام جاء للمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات والمواطنة المتساوية ناهيك إلى أن هناك علماء مجتهدين ومجددين من وزن القاضي محمد بن علي الشوكاني أفاضوا في هذه المسألة وفي عدم وجهاتها الفقهية والشرعية إن قانون الخُمس الذي أصدرته ميليشيا الحوثي المتمردة يقضي على ما تبقّى من أواصر وروابط اجتماعية بين أبناء الشعب اليمني ويكرس زيادة الفجوة والهوة بين أبناء الوطن الواحد، لأنه قائم على الفرز العنصري والمذهبي البغيض الذي لم يعهده اليمنيون ولم يعرفوه في حياتهم من قبل لاسيما وأن مايسمى بقانون "الخُمس" يفرز المجتمع اليمني ويوزع الحقوق والواجبات على أسس عرقية وسلالية عنصرية، ويتناقض مع الدستور اليمني وكل قوانين البلاد ومع المواثيق الدولية ومفاهيم المواطنة.
 
 
 
 
 
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص